مهما حاولنا من إيجاد تفسيرات أو تبريرات لأداء الفريق الأولمبي السعودي في أولمبياد طوكيو، فالحقيقة الثابتة إلى وقت كتابة هذا المقال أن نتيجة الفريق في كل الألعاب هي صفر (زيرو)! لا ميداليات!

لا ذهب ولا فضة ولا حتى برونز!

نتيجة صادمة، نتيجة محزنة بلا شك!

البعض يحاول إيجاد الأعذار من قبل شرف المشاركة! والبعض يقول نحتاج إلى وقت وتخطيط إلخ.

البعض يقول إنهم جديدون على الألعاب الأولمبية مع أن مشاركة المملكة منذ بداية السبعينيات، البعض يقول نحتاج إلى ما يقرب من 12 سنة كي نحقق ميداليات، وكأننا نبدأ من الصفر، وكأنه خلال العقود الماضية لا يوجد رياضة مطلقا لكي يبنى عليها، وكأننا لم نحقق ميداليات سابقا كما هادي صوعان وزملائه!

مهما قلنا وحكينا ففي نهاية المطاف فإن الحقائق عنيدة وصعبة، وهي أن النتيجة صفر!

وهناك المراكز الأخيرة، ففي كرة القدم ثلاث خسائر متتالية، وفي الجري المركز التاسع من تسعة «يعني تقنيا الأخير حتى لو لم نرد قولها».

الموضوع أكبر من أن يسكت عليه، إذا تغاضينا عنه سيفتح أبوابا صعب إغلاقها، في هذه الرؤية العظيمة نؤمن بالإنجاز والنتائج، ومن ينجز يبقى، ومن لا ينجز يذهب، إذا بدأنا بالقول إننا نحتاج إلى عقد من الزمن للبدء في تحقيق الفوز، هذا سيفتح الباب أمام بقية الوزارات والقطاعات لطلب المزيد من الوقت، ومن باب «وش معنى وزارة الرياضة!؟»، ومن باب الشفافية والعدل كيف يمكننا ككتاب أن ننتقد بعض القطاعات على تأخير الأداء والإنجاز، ونعطي لوزارة الرياضة عقدا من الزمن كما يطالب البعض، فكل مسؤول سيطالب بالمساواة في النقد وبمدد إضافية في هذه الحالة، وفي الأخير لا تعلم إذا سينجح أو لن ينجح!

يقال في المثل «ليالي العيد تبان من عصاريها»، سابقا كنا على الأقل ننافس، الآن الأمور تبدو حتى أسوأ في النتائج! لا يوجد دلالة على التقدم!

الإمكانيات التي وفرتها الدولة للرياضة خلال الأعوام السابقة ضخمة جدا لكن لم نر أثرا!

إن ما تصرفه جامايكا حاصدة الميداليات خلال 12 شهرا على كل الرياضيات نحو 344 مليون دولار أقل من دعم الحكومة السخي للعبة واحدة فقط مثل كرة القدم فدعم أندية دوري المحترفين أكثر من 1.6 مليار ريال!

لا نحب أن نقارن وطننا بأي بلد آخر فهو في عيوننا الأول والأكبر، لكن تستغرب أن تجد بلدانا صغيرة جدا لا يمكن حتى رؤيتها بسهولة على الخريطة ولا تمتلك أي إمكانيات تذكر ومع ذلك تحصد الذهب مثل فيجي وبرمودا!

دعونا نأخذ حسن الظن ونقول إن الرياضة السعودية تمشي على الطريق الصحيح، لكن لو وجهنا نفس السؤال للعديد من الوسط الرياضي لوجدناهم يشتكون، وهذا واضح من وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، إذن كيف لنا أن نتوقع الأفضل والعديد من الوسط الرياضي نفسه غير مقتنعين! الآن العديدون يشتكون من التدوير لنفس الوجوه والبعض يطلق عليهم «الشلة»، والبعض يتساءل كيف يعاد تدوير نفس الوجوه وهي لم تعط أي عطاء يشفع لها، وهي قدمت كل ما لديها دون إنجاز، هل نتوقع إنجازات مع نفس العقليات؟!

قد يكون الشخص غير متخصص في الرياضة، لكن عندما يشاهد بعضا من مجموعة الإعلام الرياضي فأول ما يتبادر لذهنه «اللي هذا أوله ينعاف تاليه!» هل هؤلاء من سيقودون الفكر الرياضي، ومع ذلك ما زلت تراهم يتصدرون المشهد!

البعض يقول إن الوزارة تقاد بفكر وحماس، لكن أي وزارة هي منظومة متكاملة ولا يكفي فقط أن يكون بعض المسؤولين جيدين، وما نراه في بعض الملفات لا يعطي انطباعا جيدا، وفي نهاية اليوم دعونا نعترف بشيء، نحن من مدرسة الواقعية، ونؤمن بالنتائج، ونريد أن نرى شيئا ملموسا أو إشارات لنجاح وليس مجرد مشاركة، وكأننا بدأنا البارحة، نريد أن نبني على ما سبق ولا نبدأ من الصفر أو نعيد اختراع العجلة!

دعونا من الكلمات المنمقة: احتكاك وكسب خبرة وسننجز أفضل في الأولمبياد المقبل! بل ما يكتب في التاريخ هو عدد الميداليات والأعلام التي رفعت!

تقتضي الشفافية والحرص على سمعتنا الدولية أن نطالب بتقييم أداء اللجنة الأولمبية السعودية، اللجنة أنشئت من 1964 ولا يوجد إنجازات مؤخرا والنتائج في تراجع! نحن في عصر المحاسبة وتقييم الأداء، ولا أحد مستثنى من ذلك! هل سنرى تجديد دماء وإعادة هيكلة؟!

دون مبالغة حاولنا منذ بداية المقال ألا نجرح رياضيينا في الأولمبياد والمسؤولين عنهم لكن كما يقول جون كوينسي أدامز «الحقائق أشياء عنيدة؛ ومهما كانت أمنياتنا أو رغباتنا أو ما تمليه علينا عواطفنا فهي لا تستطيع تغيير حالة الحقائق والبراهين» وحقيقة فإن النتائج كانت صفرا (زيرو) قوياً!!