بينما تم تنصيب إبراهيم رئيسي، المحافظ المتشدد، رئيسا لإيران، أشار المعارض رضا بهلوي، نجل آخر شاه لإيران، إلى قرب انهيارها، موضحا أنه لتحقيق ذلك يتطلب مساعدة الغرب، كما قال في مقابلة مع وكالة «فرانس برس».

وبيّن «بهلوي» أن انهيار إيران يرجع لنسبة الامتناع عن التصويت في الانتخابات الأكبر منذ الثورة الإسلامية، التي أطاحت والده، وكذلك إلى جانب الاحتجاجات الأخيرة في جميع أنحاء البلاد بسبب نقص المياه.

نظام هش

قال «بهلوي»: «هل النظام منقسم وهش على حافة الهاوية؟ نعم. لكن كالعادة إذا ألقينا له طوق نجاة فسيلتقط أنفاسه، ويعيش فترة أطول قليلا». وأضاف: «لدينا فرصة لتوجيه ضربة قاضية له. لا نطلب من العالم أن يفعل ذلك من أجلنا. الإيرانيون يريدون القيام بذلك. إنهم يحتاجون فقط إلى بعض المساعدة».

هذه ليست المرة الأولى التي يتوقع فيها نجل الشاه، مثل غيره من المعارضين الإيرانيين في المنفى، السقوط الوشيك للحكم في طهران، فمنذ نحو عامين أكد أن «الانهيار النهائي مسألة بضعة أسابيع أو أشهر».

جزار ومجرم

ذكر «بهلوي» أن القادة الإيرانيين خسروا كل أوراقهم، وكان رد النظام اليوم هو وضع الشخصية الأبغض والأكثر قتامة، ويدعى «رئيسي»، على رأس البلاد.

ويرى أن الرئيس الجديد «جزار ومجرم. ستتم محاكمته يوما ما لارتكابه جرائم ضد الإنسانية».

وقد انتقد نجل آخر شاه لإيران الديمقراطيات الغربية بسبب رفضها مقاطعة الرئيس الجديد، مشيرا خصوصا إلى قرار الاتحاد الأوروبي إرسال ممثل إلى مراسم أداء «رئيسي» القسم، ومعتبرا أنها «صفعة» يمكن أن تمنحه «شرعية لا يستحقها».

كذلك، لفت إلى الرغبة التي عبر عنها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في مواصلة التفاوض مع الحكومة الجديدة، لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي، الذي انسحبت واشنطن منه في عهد الرئيس السابق، دونالد ترمب.

النووي والحقوق

بدأت مفاوضات النووي غير المباشرة في أبريل بفيينا مع فريق الرئيس السابق، حسن روحاني، المعتدل على الساحة السياسية الإيرانية، لكنها لم تفض إلى نتيجة.

ويرى المعارض الإيراني أن المسألة النووية ليست سوى واحدة من المشكلات الكثيرة التي يجب إثارتها. وتساءل: «ما مصير قضية حقوق الإنسان؟ كيف ستستخدم الأموال الموزعة؟»، متهما السلطات الإيرانية باختلاس الأموال التي تم الحصول عليها في أثناء رفع العقوبات المرتبطة بإبرام هذه الاتفاقية في 2015، قبل أن يعيد ترمب فرضها.

وأكد أن إدارة بايدن مخطئة إذا اعتقدت أن طهران ستقول «الآن بعد أن تفاوضنا سنترككم وشأنكم»، مضيفا: «إنهم بحاجة لمواصلة هذا الموقف من العداء، وعدم الاستقرار الإقليمي، لأنهم أفلتوا حتى الآن بهذه الطريقة».