مع الأسف كثرت في الآونة الأخيرة حالات الطلاق، وتجد كل عائلة تقريبًا شهدت أو عايشت واحدة من تلك الحالات، وإذا سلمت بناتها من تلك المصيبة فلا بد أنها تفاعلت مع إحدى بنات أصدقاء العائلة.

هذا الشهر نبارك وبعد أشهر إذا كنّا متفائلين نطيب خاطر العروس التي من حظها الموكوس أنها تزوجت شابًا لا يعرف قيمة الحياة الزوجية، ولا يقدرها.

بعض من الجيل ـ ومع الأسف هذا البعض في تزايد ـ لم ينشأ علي تحمل المسؤولية، ويقول تقرير إن المحاكم لدينا سجلت في عام 2017 نحو 53 ألف حكم طلاق وبمعدل حالة طلاق كل عشر دقايق، وبمنتهي البساطة، تقول الأم لابنها ها متي تبغانا نفرح فيك يا عسولي، يرد الولد على الأم والله وقت ما تحبي يا أمي، بس انت عارفة الناحية المالية الحالة تعبانة يا هل الله وقرش مفيش، ترد خلي هذا الموضوع علي، الله ثم أنا برتبه، والله لأنقي لك أحلى بنت، وأخلي أبوك يتكفل بكل شي، من المهر حتى الشقة والفرش.

طبعا يا ليت الفرش كان مثل الذي في المدرسة «الفلكة»، يعني يجلد حتى يعرف قيمة ومسؤولية الزواج، المهم يجاوبها خلاص أنا ما عندي مانع، بس تكون بنت حلوة زي القمر يا أمي، وياليت كمان شوية نجوم من باب الهياط، لأن يا أمي الزمن هذا إذا ما تهايط يناظروك الشباب بنص عين هذا إذا كان حظك طيب، وكمان لو ابوها يكون مريش حبتين يكون ضمنا الهياط.

ولا حظوا مش حبة واحدة تقنعه لا حبتين، وعاد شوفوا الحبة هي قرن ريال ولا عشرة قرون، الله اعلم حسب طمعه، ويسترسل عشان يا أمي ارتاح معها وما تتعبني، ترد أمه ابشر أجل بنخليك تعيش معها علي «الزيتون والجبني» وتوجه كلامها لزوجها شايف الواد طالع ناصح لأمه، ما هو زيك رميت بناتنا عند اللي «انقطي»، واللي يد ورا ويد قدام، ما حيلتهم إلا اللظى، البنات يا عيني من يوم ما تزوجوا ما اتهنُوا في إجازة زي الناس، يا دوب أسبوعين في باريس وأسبوع في لندن، وإلى ورا در علي قول العسكر الذي انت شكلك انعديت منهم.

رد زوجها احمدي ربك إن بناتك ما تطلقوا حتى دحين، لحسن الطلاق صار موضة اليومين هذه، وانكتمي لا عاد تجيبي سيرة زواج ولدك المرقع هذا لين يصير رجال ويعرف قيمة بنات الناس.

وهكذا بين إفراط وتفريط تظل بناتنا معلقات بين مطرقة الصبر المر على أزواجهن أو سندان الطلاق، والمشكلة من ناحية أخرى إذا ما تزوجت البنت لأنها شايفة الي حاصل لزميلاتها وصديقاتها، ما بين فين رايحة يا غالية والله صديقتي فلانة الليلة عرسها، وبين وبعد فترة لا تزيد عن شهر تقول الغالية لأمها عارفة البنت التي رحت لزواجها ترد الأم أيوه، إن شاء الله حامل، ترد الغالية نعم حامل بس زوجها طلقها، طبعًا البنت تصبح مترددة في الزواج سواء خوفًا من نتائج الزواج هذه الأيام والتي غالبًا لم ينجح أحد.

المهم هذه الفتاة التي لم تتزوج سواء للسبب نفسه أو أن النصيب لم يطرق الباب، عليها الاستعداد في كل مناسبة تحضرها للتعليقات، انت لسا ما تزوجتي ليه، ويستمر السؤال الاستفزازي وبكل نغمة أمامها ومن خلفها، ليه ما تزوجت، متناسيين أن الشباب الذين لم يراعوا المسؤولية، وكأن البنت هي أداة ترفيه ومؤقت.

في حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كان له حاد يحث القافلة على السير.، وكانت الجمال تحث الخطي عند سماعه، وكان ذلك يتعب النساء الراكبات عليها لضعفهن قوة عن الرجال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنجش رفقا سوقا بالقوارير، وسمين بالقوارير لأن القارورة يسهل كسرها.

هذا التوجيه من أفضل الخلق برعاية النساء في أمر لا يصل في صعوبته إلى ما تعانيه النساء من صدمة الطلاق وما يخلف عنها من متاعب، وألسنة الناس التي لا ترحم.

خافوا الله في بنات الناس، لقد أصبح الزواج مرعبًا ومؤلمًا أكثر من العنوسة.

وأقول لكل من له يد أو لسان يخوض فيه في موضوع الزواج إن البنات أمانة في أعناقنا جميعًا، فإذا لم تحسنوا إليهن على الأقل «خلوهم في حالهم».