كشف مصدر من محافظة «صعدة» عن وقوع اشتباكات عنيفة بين قيادات وعناصر حوثية في منطقة «آل سالم» التابعة لمديرية كتاف بالمحافظة (شمال اليمن)، معقل الحوثيين، قائلا: «الاشتباكات أسفرت عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى نتيجة خلافات بين القيادات الحوثية، حيث اقتحمت مجاميع تابعة للمشرفين في المنطقة منزل الحوثي دعكم السالمي، الذي قاوم الهجوم بمعية أفراد أسرته، إلا أنهم تمكنوا من إصابته، وقتل أحد أقاربه، وسحلوه أمام أسرته، وأودعوه في السجن».

وأشار المصدر إلى أن الميليشيات الحوثية تخضع حاليا لتوجيهات إيرانية بالتخلص والتصفية الشاملة لعدد من الشخصيات الاجتماعية والعسكرية التي ساعدتها في حروبها منذ 2004، والتي بدأ الحوثيون فيها بتصفية عدد من المشايخ المدونة أسماؤهم في قوائم المستهدفين.

القمع والإرهاب

أضاف المصدر أن قبائل المنطقة حاولوا إنقاذ «السالمي» والتدخل لإيقاف الهجوم عليه، لكنهم فشلوا، وتعرضوا للإرهاب والقمع من قيادات الحوثي بالمنطقة، وتم منعهم حتى من زيارته في السجن، مما دفعهم إلى رفع شكوى لقيادات الحوثي العليا، طلبًا لإنصافهم مما تعرضوا له من إهانة.

وبيّن أيضا أن كل من تعاون مع الحوثيين، من مواطنين أو مشايخ أو ضباط أو غيرهم، ينتابهم القلق الشديد، لأن الحوثيين عادوا للانتقام منهم باعتبارهم خطرا عليهم، حيث توقع الحوثيون أن هؤلاء سيكونون خونة أيضا مع غيرهم، وسينقلبون عليهم، لذا بادروا إلى عمليات التصفية والانتقام، بالإضافة إلى الصراع المتجذر بين طبقات الهاشمية التي تصنفها الجماعة بدرجات متفاوتة.

وأكد المصدر أن سر الخلافات بين القيادات الحوثية يكمن في توزيع وتقاسم الأموال والمنهوبات التي دأبت عليها القيادات الحوثية منذ سيطرتها على الدولة.

وقت محدد

أفاد المصدر بأن هناك قوائم وأسماء كبيرة في الطريق لتصفيتها، بينهم شيوخ كبار وقادة عسكريون ووجهاء وعدد من الأكاديميين والإعلاميين، وأن الحوثيين يسيرون بخطوات معينة في توقيت تصفية الأشخاص المستهدفين، خشية الانقلاب عليهم، حيث يتم توزيع المراد تصفيتهم بطريقة تضمن عدم وجود مواجهات، بمعنى أن الحوثيين يقتلون شيخا قبليا في محافظة «عمران»، ثم تبدأ عملية التهدئة وما يسمى «الصلح»، وبعد ذلك تتم تصفية هدف جديد في العاصمة (صنعاء)، وعلى السيناريو نفسه تتم تصفية القادة في «صعدة»، ثم «ذمار» و«لحج»، وغيرها من مناطق سيطرة الحوثيين.

وبيّن المصدر أن لدى الحوثيين قوائم بأسماء المستهدفين ومواقع سكنهم وأماكن وتوقيت تصفيتهم، بحيث يحرصون على السير على التوجيهات الإيرانية بكل دقة، فلا يمكن قتل شيخين أو شخصين في منطق إدارية واحدة، خشية الانتفاضة والمواجهات مع المواطنين، موضحا أن الغرض من سحل القتلى بعد تصفيتهم وربطهم بالأشجار ورميهم في الشوارع وكل أنواع الإهانات التي يتعرضون لها بعد قتلهم من أجل نشر الرعب في قلوب الناس وإرهابهم وإذلالهم.

أسباب التصفية الشاملة والقوائم الحوثية:

لخلافات بين القيادات الحوثية

توجيهات إيرانية

مخاوف من خيانة المتعاونين السابقين لهم

الصراع المتجذر بين طبقات الهاشمية التي تصنفها الجماعة بدرجات متفاوتة