التشويق في السرد الروائي هو جعل القارئ في حيرة، أو حالة تأهب، لما سيطرأ من أحداث في الرواية، سواءً أكانت مثيرة أو خطيرة أو حتى عاطفية غير متوقعة، ويمكن القول إن للتشويق أسلوبين، الأول يعمد إلى النظر في أحداث الماضي، وكيف آلت إليه الأمور في الوقت الحاضر، بشكل غير متوقع، في ظل ما سبق من مواقف في القصة، والأسلوب الثاني يعمد إلى التفكير في المستقبل وكيف أن الأمور والأحداث تسير في طريق تشوبه الحيرة وعدم اليقين.
دخل الذكاء الاصطناعي للعديد من المجالات، ومنها المرتبط بالأدب والسرد الروائي والتأليف والقصص، فقد أصبح بإمكان خوارزميات الذكاء الاصطناعي التأليف، ولو على شكل أجزاء يسيرة، والذي يعني أنه في يوم من الأيام سيتمكن الكمبيوتر من أن يكتب رواية كاملة بشكل تلقائي، على الرغم من ذلك إلا أن المهارات الفنية للسرد القصصي كالتشويق ما زالت من المجالات التي لا تكثر فيها الأبحاث الحاسوبية، إذ إن أقدم الأبحاث في هذا المجال لا يتعدى عمرها بضع سنوات.
تعد أبحاث الذكاء الاصطناعي التي عمدت إلى دراسة التشويق في السرد الروائي قليلة، خصوصاً ما يهدف في الباحثين إلى جعل الكمبيوتر يقوم بكتابة قصة تحتوي أحداثها على عنصر التشويق، ومن أحدث الأبحاث في هذا المجال ما قام به البروفيسور فرانك كيلير (Frank Keller) من جامعة أدينبره (University of Edinburgh) الأسكتلندية، حيث نشر مع أحد طلابه دراسة علمية تحلل ظاهرة التشويق من وجهة نظر الكمبيوتر، وكيفية استخدام التشويق أثناء الكتابة الآلية للنصوص.
قام الباحثون بتجربة عدد من الخوارزميات التي يمكنها مساعدة الكمبيوتر في الكتابة الآلية باستخدام أسلوب التشويق، ويُذكر أن ما وجده الباحثون ذا فائدة كبيرة للسرد القصصي المشوق هو استخدام خوارزميات التنبؤ بالمستقبل، والتي يمكن توظيفها للعمل بشكل عكسي، حيث يمكن بعد التنبؤ بالمستقبل، إعادة صياغة الأحداث الحالية بشكل يبعث على الدهشة، وبهذا يمكن تعليم الكمبيوتر كيف يمكنه العمل على كتابة أحداث مشوقة، آخذاً في الحسبان ما ستؤول إليه الأمور في نهاية القصة.