أصبحت الكرة الأرضية في الآونة الأخيرة مهددة بالعديد من الكوارث والأزمات البيئية، والتي بدأت أخطارها منذ منتصف القرن العشرين، وتزايدت أخطارها وتبعاتها في الوقت الحاضر، ومن المتوقع استمرارها في المستقبل القريب إذا ما لم يتم وضع الحلول الملائمة واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للحد من أخطار هذه الكوارث، وتنفيذ الإجراءات الوقائية للحد من خسائرها، والتي تهدد العالم بأكمله وليس دولة دون أخرى، مما دفع الكثير من الناس إلى الاهتمام بشؤون البيئة والمحافظة على مواردها الطبيعية، وهذا ما جعل المعلومات حول صحة البيئة يعتريها التضارب والاختلاف، ودفعنا هذا إلى تعريف القارئ عن الفروق بين المختص البيئي والناشط البيئي.

الناشط البيئي هو شخص يهتم بالمشاكل البيئية، ويدعو إلى حماية البيئة الطبيعية من مظاهر الدمار أو التلوث، ويعمل لأجل البيئة، يتحرك من خلال ضميره وحبه للطبيعة من حوله، بدأ لديه الوعي البيئي منذ بداية اهتمامه بالبيئة، والوعي البيئي يبدأ بالإنسان ويعود إليه. ويعد كل فرد في المجتمع معنيا ومسئولا عن النهوض بالمستوى البيئي في منطقته ومحيطه، حيث يشارك في التطوير نحو مستقبل أفضل وبيئة صحية.

وتتعدد أهداف الوعي البيئي تبعاً لأهمية الدور الذي يناط بالناشط البيئي في مواجهة المشكلات البيئية، ومن أهم الأهداف التي يركز عليها الناشط البيئي:


تنمية حواس الأفراد بما يساعدهم على التفاعل الإيجابي مع البيئة الطبيعية المحيطة بهم للمحافظة عليها وعلى مواردها الطبيعة.

تنمية الحس الجمالي والتذوق الفني، ليستشعر الأفراد مظاهر الجمال حولهم.

معرفة أنواع النباتات والحيوانات في بيئتهم، والعلاقات بينها وبين مقومات حياتهم، واعتماد كل منها على الآخر.

إدراك أهمية الماء للحياة كمصدر من مصادر الطبيعة.

تعريفهم بأهمية التربية البيئة وأثرها على حياة الإنسان والحيوان والنبات.

ملاحظة الظواهر البيئية المحلية الملموسة الطبيعية والاجتماعية، كما يدرك الناشط البيئي تأثير الأعمال البشرية على كوكب الأرض وسكانه، ويدعو لتنفيذ أساليب مستدامة وسليمة بيئياً لأجل تنمية البشرية.

ويهتم الناشط البيئي بالقضايا البيئة لتالية:

تقليل النفايات التنوع البيولوجي إعادة التدوير التشجر يحاول الناشط البيئي تحقيق الاستدامة وهي عملية الحفاظ على التغيير في بيئة متوازنة تعنى بالتطورات التي تلبى احتياجات الأجيال الحالية دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم، ويدرك الناشط البيئي أهمية الاستدامة، ويكافح لتحقيقها واضعاً بعين الاعتبار الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية لمحيطه الذي يعيش فيه.

أما المختص البيئي فهو خبير ومختص في العلوم البيئية الطبيعية، ويعمل على تركيز استخدام مهاراته ومعارفه للمساعدة في حماية البيئة وتحسينها، مع إحداث تأثير إيجابي ينعكس على صحة الإنسان ورفاهيته وصحة البيئة التي يعيش بها الإنسان، من خلال تحسين البيئة وحمايتها، ويعمل كذلك على حل المشاكل البيئية التي تؤثر في البيئة.

ففي كل يوم هنالك الكثير من القرارات والأفعال التي توثر في البيئة، وقد تؤدى إلى حدوث مشاكل بيئية جديدة.

والمختص البيئي هو من يختص بالمشاكل البيئية الحالية صعبة الحل، والتي تتطلب حلاً عاجلاً، وتمتاز بانها معقدة ولها تأثير في البيئة والاقتصاد والحالة الاجتماعية لأفراد المجتمع.

وللتحديات المؤثرة في البيئة أبعاد محلية ووطنية وعالمية، ويعد المختصون البيئيون هم القادرون على المساهمة في إيجاد حلول للمشاكل البيئية القائمة، ويمكنه مشاركة الأفكار والمقترحات مع الناشطين البيئيين، واشتراكهم في وضع الحلول التي تسهم في حل بعض المشكلات والتحديات البيئية.

تتضمن أهم الواجبات التي يؤديها المختص البيئي:

جمع وتحليل العينات من التربة والمياه والمواد النباتية.

مراقبة المرافق الحيوية التي من الممكنة أن تحدث تأثيرا سلبياً في البيئة.

التحقيق في الشكاوى والمواقف المتعلقة بالبيئة والصحة العامة.

التشاور مع الوكالات والمنظمات البيئية حول المواقف والقضايا البيئية الهامة.

تقييم قضايا الصحة البيئية، وما ينتج عن التلوث البيئي من أمراض خطيرة.

إعداد التقارير المتعلقة بالقضايا المحددة التي تتعلق بالبيئة.

تقديم خدمات الدعم والبحوث لمهندسي البيئة.

العمل على تنظيف المناطق الملوثة وإزالة الملوثات البيئية وتطويرها بيئياً.

عمل الشراكات لتطوير طرق مختلفة للحد من النفايات والتلوث وتكثيف الغطاء النباتي.

المشاركة في الفعاليات والأنشطة البيئية المجتمعية.

توعية أفراد المجتمع بمخاطر التلوث البيئي على التربة والبحار والموارد الطبيعة والسدود ومجاري السيول.