من أهم المؤشرات التي على ضوئها يقاس مدى نجاح الجهات الاتصالي، هو مبدأ الشفافية ومدى فاعلية هذا الجانب مع جمهورها الداخلي والخارجي. النموذج المميز المقدم من قبل وزارة الداخلية، بكل قطاعاتها هو دلالة واضحة، وحالة دراسية يمكن الاستدلال بها، عند الحديث عن فاعلية الاتصال، ودوره الهام وتأثيره وقدرته على النجاح، وتحقيق الشراكة المجتمعية مع أطياف المجتمع المختلفة.

فمن المرتكزات الأولية لقياس الفاعلية الاتصالية، مبدأ الشفافية والمباشرة في الوصول بالمعلومة للجمهور، وسرعة بثها عبر قنوات ووسائل عدة، وهو ما يعتبر منهجا متأصلا في هذا الجهاز الأمني. ولنا أن نتذكر المؤتمرات الصحفية المباشرة، عقب إحباط أي عمل إرهابي، أو إعلان قائمة مطلوبين، حين كان يظهر لوسائل الإعلام المتحدث السابق متحدثا ومجيبا على وسائل الإعلام، وإزالة غيوم الغموض كافة، والإجابة عن الاستفسارات التي تدور بأذهان الصحفيين. وهو ما تواصله الوزارة اليوم عبر متحدثها المقدم طلال الشلهوب، الذي نجده متحدثا وموضحا الملابسات كافة، حيال أي قضية أو موضوع يهم الناس، وهو ما يعرف اتصاليا بأنه أولى وأهم الخطوات للقضاء على الشائعات.

ولعلنا نلحظ اليوم عبر حسابات الداخلية والقطاعات التابعة لها، سرعة بث معلومة القبض على مجرم أو متحرش، موضحة ذلك بالدليل القاطع بالصور والفيديو، لتعطي رسالة واضحة عن كفاءة وقدرة الجهاز الأمني، وفاعلية الاتصال لديهم والحرص على الشفافية.

تلك الملفات الأمنية الحساسة والثقيلة، لم تمنع هذا الجهاز من الحضور المجتمعي المميز، والتواصل مع الجمهور، والمتمثل في المؤتمرات والندوات والمعارض وتنظيم الفعاليات، ولعل آخر تلك المشاركات اللافتة،كانت في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي، الذي زاره العديد من شرائح المجتمع، وعدد كبير من الوافدين الذين حرصوا على الحضور والتعرف على جزء من موروثنا الشعبي.

كما نجحت الوزارة وباقتدار بالحضور والتفاعل، في العديد من المعارض بشكل جذاب، وبما يحقق المسؤولية الاجتماعية من خلال أبرز منتجات الوزارة وخدماتها، بالإضافة للالتصاق المباشر بالمواطن، لتعزيز مقولة «المواطن هو رجل الأمن الأول».

ومن الرسائل المهمة التي يمكن أن نستشفها من الداخلية ونشاطهم، أن النمط الاتصالي يسير بطريقة متوازية ما بين المواطن والمقيم، فالرسائل لم تهمل الأخير سواء باللغة أو حتى بالأسلوب، وكذلك في منصات العرض، ما يجعلنا نقف أمام نموذج مميز ومبهر للنمط الاتصالي.

وبلا شك فإن النجاحات الاتصالية للداخلية، تجعلنا نتحدث وبكل فخر واعتزاز عن جودة الخدمات الإلكترونية المقدمة، ومدى القدرة على إنجاز المهام والمعاملات الإلكترونية في ثوان معدودة، بعد أن كانت تستغرق أياما وشهورا، وهو ما جعل التحول الاتصالي والتقني بالداخلية مثار إعجاب الكل، ونموذجا يقاس عليه، بل حتى المشاركات الخارجية في المجالات التقنية، أضحت خدمات الداخلية الإلكترونية نموذجا مشرفا لذلك.

يقول السياسي الأمريكي كولن باول: تبقى المنظومة القيادية بخير طالما ظل التواصل قوياً وحياً بين قمة الهرم وقاعدته.