ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعات، تضم عدداً من الشباب والفتيات، يسخرون من الدين علانية عبر مساحات صوتية في مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «Twitter»، و«Snapchat» وغيرهما، الأمر الذي يعرضهم للسجن مدة تصل إلى 5 سنوات، وغرامة 3 ملايين ريال، بناءً على المادة الـ 6 من نظام الجرائم المعلوماتية.

المبادرة بالتوبة

أوضح العضو الأساسي في الهيئة السعودية للمحامين، عبدالرحمن الحليبي، أن سب الدين والمساس بالذات الإلهية جريمة، وكبيرة من أعظم الكبائر، ومن قام بذلك فقد ارتد عن الإسلام فعقوبته وفق كتاب الله وسنة رسوله، وما جرى العمل به في المحاكم الشرعية، لا يخرج عن مسارين، هما: إن أقر وأصر فيحكم عليه بحد الردة وهو القتل، وفي حال ثبوت السب والتعرض للذات الإلهية مع مبادرته بالتوبة، وإبداء الندم الشديد فيستتاب أمام القاضي الشرعي، ويُحكم عليه تعزيراً حكما يكون رادعاً له ولأمثاله، وتبدأ عقوبة التعزير حسب اجتهاد وتقدير القاضي، من اللوم والحبس مددا قصيرة أو بمدد طويلة تصل إلى ما بين 7 و10 أعوام، وانتهاءً بالحكم عليه تعزيراً بالقتل.

عقوبات محددة

أضاف الحليبي، أن الدولة، كفلت حماية العقيدة، في نظامها الأساسي للحكم بالمادة 23 ونصها «تحمي الدولة عقيدة الإسلام وتطبق شريعته، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقوم بواجب الدعوة إلى الله»، وحيث إن الجرائم والمخالفات الشرعية التي لم ينص نظام على عقوبات محددة حيالها، فالمرجع بها دستورنا وهو كتاب الله تعالى وسنة رسوله كما نصت المادة «1» من ذات النظام.

النيابة العامة

أبان أنه يتم تحريك الدعوى تجاه المتهم من قبل النيابة العامة، استناداً على المادة الخامسة عشرة والسابعة عشرة من نظام الإجراءات الجزائية، مع تطبيق قرار النائب العام رقم «1» وتاريخ 1442/‏01/‏01 حيث نص «أولاً: الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف هي: جرائم الحدود المعاقب عليها بالقتل أو القطع»، مع التأكيد في حال القيام بالسب والتعرض للذات الإلهية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عن طريق الشبكة المعلوماتية، فيعاقب فاعلها بعد ثبوت الإدانة بالسجن مدة تصل إلى 5 سنوات، وبغرامة تصل إلى 3 ملايين ريال، بناءً على المادة الـ 6 من نظام الجرائم المعلوماتية، التي جاء نصها: «يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على 5 سنوات وبغرامة لا تزيد على 3 ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كلُ شخص يرتكب أيّاً من الجرائم المعلوماتية الآتية: إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي».

جريمتان وعقوبتان

شدد على أنه يصبح لدينا الإدانة بجريمتين وعقوبتين، الأولى سب الدين والتعرض للذات الإلهية، والثانية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة المعلوماتية.