هناك خبثاء سربوا معلومات يقولون إنها دقيقة بأن العلماء بضغط من القوى الكبرى، فكروا في إيجاد حل تقني لتكاثر العالم، بخاصة أن الآن هو وقت التقنية والطاقة المتجددة وليس هناك وقت لغثاء الناس وطريقة وجودهم التي تعتمد على حمل المرأة وإنجابها، وما يتبع ذلك من حضانة ومدارس والذي منه، وبخاصة أن الإنسان كله مشاكل، يخبص بالأكل والشرب ومن ثم يحتاج للعلاج والمتابعة، وذلك يكلف تأمين ومستشفيات بحكم أن البني آدم أصبح من «الهوا ذبنا.»

وزد على ذلك مخلفاته كلها تأثر على البيئة والمناخ، والعالم ليس بناقص، فالبلاوي ترف والمجاعة على الأبواب، وحروب الماء قد تأتي، وعلى أي حال الحروب لا تنتظر الماء ينضب أم لا فهي شغالة بكل كفاءة.

وكل الأبحاث تقول، إن بني آدم رأس البلية، ولا بد من تخفيض الأعداد والإبقاء فقط على السلالات الجيدة وبخاصة أبناء أعضاء مجلس الأمن لأنهم من النوع الفاخر، أناس كمل من كله، أدب وجمال وعلم «والبقية في حياتك».

إذاً لا بد من حل ومخرج، فكانت الفكرة العمل على إنجاز شريحتين تحمل جينات المرأة وجينات الرجل، وتزرع جينات الرجل في جسم المرأة والعكس صحيح، وبدل تسعة أشهر، أيام معدودة طبعاً حسب التصريح من الجهة المختصة وأنت متزوج ومخلف، والله يخلف عليك.

سرح أحد أبناء الجيل التقني بخياله، وهو من الذين قرأوا عن الأجيال الماضية وعن الحب من أول نظرة، أصلاً ما في غيرها نظرة واضرب الباب، هذا إذا حظك كويس، وإذا حظك مقربع تخطب حسب ما تشور عليك أمك، وتروح في اليوم الذي ستلقي النظرة الشرعية وقلبك يدق وكلك شوق لترى القمر في ليلة أربعة شهر أو حتى أي ليلة، تدخل ويقول لك الأب حياك شرفتنا بس شوف لازم أكون موجود أنا وأخوها عند النظرة الشرعية، وتقول له ابشر، والله على ابشر هذه لو كانت موجودة ذلك الزمان كان بكبسة زر أو كبسة لحم وأنت عقدت القرآن وخلفت كمان، لكن الدنيا حظوظ ولكل وقت له ابشره.

المهم، تقول لعمك المستقبلي، حاضر المهم ألقي النظرة الشرعية وأشوفها قدامي، شوي ويدخل جسم ملفوف بالسواد ولا يظهر منه حتى الإظفر، ويفرصع عينه فيك، ها خلاص شفتها مقتنع يا ولد، تقول يا عم بس يقاطعك لا بس ولا فار إيش فيك بطلت بعد ما وريتك البنت، ما هو عيب، ترد لا يا عم ما بطلت بس على الأقل اسمع صوتها أتأكد أنها هي، يرد اخص عليك يعني إحنا نبغي نغشك، أهي قدامك شحم ولحم، هي قومي يا بنت الشوفة الشرعية خلصت، وينتهي المولد وأنت وحظك شختك بختك، يا طلعت وحشة يا وحشة قوي.

ومع تغير الأجيال والعلم والتقنيات سيدور في ذهنك وأنت رايح تخطب عن بعد بنت الحلال كيف هي قمحة ولا شعيرة، وتفتح الآي باد ويطلع لك الأب ويقول، البنت جاية الحين.. ترد طيب يا عمي، وتجي الخطيبة وعليها رطل مكياج وبعض الملابس، ها يا ابني أعجبتك، أيوه يا عمي بس لو تشيل المكياج شوية، أنا مو شايف شي، بس أبيض وأحمر وفي شي أسود أظنه شعرها، يرد أبوها نعم، بس إحنا في عهد السرعة خلصنا، أصلا حلوة أو ماسخة، يا ولدي الزواج عن بعد ما راح تفرق، تقول صحيح أهم شي الأخلاق وتكون بنت ناس، يرد واحنا ايش قصدك، لا يا عمي أنتم أحسن ناس، خلاص على بركة الله، ويجي مأذونين واحد عندك وواحد عندها، وبعد الفاتحة والقبول يزرع فيك شريحة وفي العروس شريحة، ويسلم كل منكما منظم للشريحة، ومبروك بالبنين والبنات، تقول للمملك، كدا خلاص ما راح نلتقي ولو بكمامة ومسافة متر ونص، يقول لك لا التعليمات كدا، وبعدين كل ما تتصل بالجوال تستعمل المطهر، ولا تشيل هم كل شيء معمول حسابه، ومن دحين شوف تبغي الولد يكون مهندس ولا دكتور ولا عالم طاقة أو «باب». نكتبه من الآن في العقد، وأنت حر المهم تخر، كل شيء بثمنه. ترد عرفنا الطاقة طيب والباب ايش هو، اسمع يا ولدي معناه أن الباب الذي يجيك منه الريح صكه واستريح، إن شاء الله بالرفاه والبنين ويرزقكم بأبناء وبنات حلوين يخزون العين، وما يتعبوك لا مدارس ولا حضانة ولا لقاحات، ولا غيره، ما عليك ألا اشحن بس وزيت، وهم جاهزين من مجاميعه.

بعد أيام يتصل عليك والدها مبروك يا ولدي زوجتك حامل، ويقول الدكتور إنها حامل بثلاث توائم، إف يا عمي مو كثير وهذا عن بعد، لو عن قرب كم كان حملت، يا ولدي على نياتكم ترزقون، والله يا عمي ما كانت هذه نيتي بس يالله، المهم الواحد يكون عنده خلفة يورثونه والله يقدرنا على تربيتهم، يرد لا تشيل هم اتفقنا مع مهندس كمبيوتر من بدري، وبعد كم يوم تتصل المدام مبروك يقلبي ثلاث روبوتات زي الفل ما شاء الله.. اف طيب كيف أشكالهم، يعني كيف حيكون شكلهم، طبعاً صيني.. أفا كيف كدا وأنا ابو ربوت، طيب وعيونهم بالذات كيف، مو انت أخذت الشريحة على عماها وما شحنتها عربي أو حتى أوروبي وعيونهم زي ما انت خابر، بس ابشرك طالعين اذكياء «فل اوبشن».. يا لطيف، المملك الله لا يوفق إبليسه غرز فينا الشرايح وما شرح لنا الوضع.. اقلك طيب فيهم شبه مني ولا منك ولو شوية، لا طلعوا يشبهوا اللي جمعهم في المصنع يقولون اسمه «جا باكي هاشاكي»، الصراحة أكيد هذولا طلعوا يشبهون لي أنا الشاكي والباكي ما غيري، الله لا يبارك في التقنية ولا ساعتها، ويصيح خلاص يا أمي ما ابغا خلفة ولا زواج حتى، ولا شوفة شرعية.. وتربت الأم على كتفه، قوم يا حبوبي طولتها نومة، يالله الشوفة الشرعية الليلة، فتنهض من غفوتك وترمي بالكتاب الذي عنوانه «عيال اخر زمن»، وتقول بأعلى صوتك، لا يا أمي خلاص، أنا قابل بها بدون شوفة بس عجلي، خليني أنفذ بجلدي قبل ما تجي التقنية الله يكفينا شرها.