ما أريد قوله إن هذا مثال «مايكرو» مصغر لصورة أكبر عن المجتمع، فلماذا ازداد معدل الفساد في السنوات الأخيرة، ونشاهد عمليات ضبط بمئات المليارات من الريالات، بل وبعض الفاسدين هؤلاء لم يصل إلى الثلاثين من عمره بعد، فهل جميعهم من الطبقة الفقيرة أو المعدمة ويتورط بهذا الفساد ليسد جوع بطنه.
بالمختصر حينما تجد مراهقا لم يتخط الـ15 من عمره، ويضع بجيبه جوالا بـ6 آلاف ريال، ويقود مركبة قيمتها 100 ألف ريال، ويعزم أصدقاءه على مقاه وديوانيات للعب البلاي ستيشن لن تقل فاتورتهم في كل مرة عن 100 - 150 ريالا وبشكل يومي، ومصاريف أخرى لإغراء الفتيات و«المنظرة» في الـ«سناب شات» و«تيك توك» وغيرهما، وكل ذلك من جيب أمه أو أخته الكبرى، لأن حالة والده مستفيدا من الضمان ويعاني من إيقاف خدماته بسبب عدم وفائه للبنوك أو القطاعات المالية، فهل تعتقد أن هذا الشاب في حال لم يجد هذه الحياة المرفهة في يوم من الأيام، فهل سيتوانى عن السرقة، سواء كان ما زال مراهقا أو بعد أن يتقلد منصبا يحتاج منه أمانة مالية.
إن أولاد القرية المذكورين في أعلى المقال، كانوا سابقا يلحظون من يحمل علبة بيبسي، وكأن لسان حال أسرته وأقرانه يقول «من أين لك هذا؟»، أما اليوم فلا الأسرة ولا الأقران يريدون أن يخرج هذا الطفل أو المراهق من بيتهم إلا بشكل مرفه ليكون «كشخة» أكثر من ابن فلانة وفلان، والنتيجة دروس مختصرة نتناقلها بيننا عنوانها «كيف تصنع حراميا؟!».