نعني بـ«الدبلوماسية التراثية» تلك الممارسات ذات الطابع الدبلوماسي والتوجه الحضاري التراثي، التي عادة ما تترك أثرا عظيما في المجتمعات الأخرى التي لا تعرفنا إلا من وراء حجب، قد تكون سميكة وعازلة أحيانا.

كما تعني «الدبلوماسية التراثية» الاهتمام بالتراث، ونقله للحضارات الأخرى، فتخلق صورة مشرقة عن التاريخ يثير الفضول حول البلاد، وتاريخها ومكنوناتها الثقافية والأماكن السياحية.

تبدأ «الدبلوماسية التراثية» بتسجيل المواقع التراثية في قوائم «اليونسكو» للتراث المادي وغير المادي، بما في ذلك الأشعار (الأدب) والحرف المهنية التراثية.

لقد اقتحمت العولمة حياتنا بموجات فكرية وثقافية من جميع الاتجاهات، فتغيرت المفاهيم التقليدية والخصوصية، لذلك يمكننا ملاحظة أن «الدبلوماسية التراثية» لا تكتفي بتحقيق أهداف ذات جدوى لتحسين صورتنا الخارجية فقط، بل تتكامل مع خططنا الاقتصادية، بل إن هناك جانبا اجتماعيا لها داخل الدولة مهما للغاية، وهو حفظ الأجيال التراث، واعتزازهم بهويتهم ومكوناتهم الثقافية، وانفتاحهم على التنوع الكبير في المملكة بكل أطيافه.

من ناحية أخرى، فإن «الدبلوماسية التراثية» كغيرها من الإستراتيجيات تحتاج إلى سياسة عامة، وإطار تعمل من خلاله مع الشركاء والحلفاء، وتنتهي بخطة تنفيذية لها أهداف مرسومة، لتحقيق أفضل الرؤى الممكنة.