منذ تأسيسها في عام 2016 والتوجس منها كان سيد الموقف للبعض والحماس لها لازم البعض الآخر، وهذا ليس بالمستغرب فطبيعة الغالبية العظمى من البشر تنفر من كل جديد وتظن به شرار الظنون حتى يثبت العكس. أما في مرحلة تأسيسها وبنائها كان المشهد صامتًا حتى بدأت شعلة وانطلاقة مواسم المملكة تجوب أرجاء الوطن.

ومنذ ذلك الحين، لا يمكن أن يمر يوم دون أن تسمع عبارات محبطة ومنغلقة حول مواسم المملكة وموسم الرياض بالتحديد. عبارات متسمة بالسوداوية بأفكار وظنون متراكمة لها أسبابها. ومنهجية تفكير تعتمد على مجهر يركز فقط على أقل السلبيات وتضخيمها وتصويرها للعامة بأنها الأساس والأصل لتجيش المجتمع حيالها. خصوصًا أن أصحاب ذلك الفكر المتحجر لهم ما لهم من أساليب التأجيج وتأليب الرأي العام فهم تراكم خبرة سنوات غابرة.

تلك العقول المتحجرة للأسف وجدت رافدًا ومساندًا لها من خارج المملكة. وفعلًا يكاد يكون التطبيق الأمثل لمقولة (شر البلية ما يضحك) ما يحدث حاليًا فأولئك الموجودون في الخارج والذين ينطلقون من منابت توجهات وغايات حزبية وأيدلوجية نتنة يحاولون إشعال فتيل الرأي العام (بتباكيهم) على موسم الرياض دون أن يحترموا ذواتهم في المقام الأول قبل احترام الجمهور التابع لهم وهم يتناقضون عيانًا بيانًا تجاه ممارسات وسلوكيات شنيعة تحدث في أوطانهم أو أوطان (من يرتمون لها) فهم يصمتون تجاه أي ممارسات تقام في الخارج.

يجب أن يدرك القاصي والداني أن موسم الرياض أبعاده وأهدافه عديدة أبعد بكثير من حدود ما نستوعبه ونشاهده بشكل مباشر. ففي الموسم ترجمة فعلية لأحد مشاريع الدولة والمتمثلة في برنامج جودة الحياة أحد مرتكزات الرؤية، وهذا ملاحظ من خلال حجم تفاعل الناس من مواطنين ومقيمين وحضورهم الكبير للفعاليات، فهم يؤكدون بذلك بحثهم الحقيقي عن تحسين جودة الحياة والبحث عن الترفيه.

أما عن البعد الاقتصادي للموسم فحجم الإيرادات البالغة من المشروع وفرص التوظيف والتدريب التي استفاد وسيستفيد منها الشباب والشابات السعوديات ومصادر الاستثمار العالية في الموسم.

كما أن من الأهداف الواضحة التي حققها الموسم وسيواصل تحقيقها باقتدار هو رسم الصورة الذهنية عن المملكة وقدرتها على التعايش مع الآخر. ويمكن قياس ذلك من خلال تفاعل وسائل الإعلام الدولية مع ذلك، إضافة لحجم السياح وكذلك الوافدين الذين قدموا للفعاليات ووثقوا ما شاهدوه. فأصداء تلك الانطباعات كفيلة في المساهمة في صناعة الصورة الذهنية وهو مستهدف بالغ الأهمية للمملكة.

مكتسبات عديدة وإنجازات أهدافها كبيرة من قبل الهيئة ومشاريعها لا تسمح لفكر الوصاية أن يتمدد أو يتسرب. الأخطاء توجد في كل تفاصيلنا وقد يكون قدرنا في السنوات الأخيرة أن حياتنا موثقة بفعل شبكات التواصل، لذلك تبرز على السطح السلبيات وتنتشر كالنار في الهشيم، ولكن هنا دور مطرقة القانون التي ستضرب بلا رحمة لكل متجاوز.

مملكة اليوم هي مملكة الخيارات وجودة الحياة. ومشاريع الترفيه تعزز هذا التوجه بنشاطات لكل الفئات والمجالات وكل يوم نتفاجأ بشيء جديد كنا نشاهده بعيدًا. «فوش بقى ما ظهر يا هيئة الترفيه سوى أن نتخيل أكثر».