تخيل، كلمة تظلم ما يحدث في موسم الرياض. عند انتقالي لعاصمتنا المتطورة كنت أراقب بهدوء ماذا حدث بعد غيابي عنها لأكثر من ست سنوات، والفارق أذهلني لدرجة أنني لم أنته من التجول إلا في مساحة بسيطة من الرياض، في مدة تقارب الثلاثة أشهر. ما حدث فيها من تقدم جعلني أتذكر مقولة ولي العهد محمد بن سلمان- حفظه الله- أنه سيجعل اقتصادها من بين الأكبر في مدن العالم، ولكن ما ذكره ولي العهد لم أتوقع أن يحدث بهذه السرعة. دهشت من جمال ما أشاهد، والأجمل أن كل ما أشاهده بأيدي أبنائنا وبناتنا الذين يعول عليهم الكثير.

في الرياض تستقطب الكوادر من كل مناطق المملكة للخروج بأفضل وأجمل المخرجات، هنا تعمل براحة نفسية، وتتنزه باستمتاع، باختصار ما يحدث في الرياض نقلة نوعية في جودة الحياة من جميع الجوانب، فاليوم لا نتمنى أن نكون كرفاهية وحياة أي دولة مجاورة أو غير مجاورة، فبعد النقلة النوعية أصبح من في تلك الدول يتمنون ما يحدث في المملكة، أن يطبق جزء منه في دولهم، برؤية ولي العهد أصبحنا نسابق العالم للقمة.

قبل بداية موسم الرياض لم أتوقع ما شاهدته مع العلم أنني لم أشاهد إلا 10% فقط إن لم تكن أقل. قرأت عن الموسم الأول وشاهدت فيديوهات وصورا، ولكني لا أقتنع إلا بما تشاهده عيني وأعيشه، كانت هناك أفكار برأسي ربما هي نتاج تراكمات «تويترية» أن الأسعار ستكون مرتفعة، وستكون لدي مهمة التخطيط المالي حتى أستطيع الاستمتاع، والحقيقة أنني وجدت أن أسعار العروض والأماكن والمطاعم متنوعة من العادية البسيطة والوجبات السريعة إلى العالمية المميزة الراقية، بمعنى أنه يمكنك تناول وجبة بـ20 ريالا ويمكنك بأكثر، وتخيلت أن مكان ترفيهي الشخصي لا يناسب ابني، ولكن كل ذلك نسفه موسم الرياض بتنوعه فكل زون يناسب كل الفئات، ولا أستغرب ما أشاهده إذا كان قائد سفينة هيئة الترفيه تركي آل الشيخ يقف بنفسه على كل ما يقدم لنا كمواطنين ومقيمين وزائرين.

موسم الرياض معيار صعب وصعب جداً لجميع المواسم المقبلة، من يشاهد أرض الواقع وما يحدث من تنظيم ومعايير الجودة المطبقة والأنظمة والتنوع، سوف يعي ما أتحدث عنه، موسم الرياض فعلاً تخيل أكثر وأكثر وأكثر.