في وقت عرف فيه العالم كله هجرة أبناء الريف نحو المدن، لم تشذ المملكة عن القاعدة وشهدت بدورها نزفًا مستمرًا شكله أبناء الريف في رحيلهم الدائم نحو المدن التي وفرت سبل عيش أيسر، حتى بلغ مجموع النازحين منهم نحو المدن على مدى ستة عقود ماضية أكثر من نصف عدد السكان.

وتعد المملكة الدولة رقم 13 من حيث المساحة في كل قارات العالم، ومع ذلك تكتظ بعض مدنها بالسكان، حيث يقطن العاصمة الرياض وحدها أكثر من 5 ملايين نسمة، فيما يتجاوز عدد سكان كل من المدن الرئيسة الثلاث أكثر من مليون نسمة، فيما يزيد عدد سكان كل من 19 مدينة في المملكة أكثر من 100 ألف ساكن لكل منها، فيما يتجاوز عدد قاطني كل من 44 مدينة أخرى نحو الـ10 آلاف شخص لكل منها.

«الوطن» جمعت بيانات مبنية على أرقام رسمية توضح الهجرة من المناطق الريفية إلى المدن، إضافة إلى أبرز المحافظات التي تتضمن عددًا كبيرًا من السكان، وذلك من مجموع 118 محافظة.

تقلص الأعداد في الأرياف

يعيش غالبية سكان المملكة في المدن المتحضرة، وذلك وفقًا للأرقام الأخيرة من الهيئة العامة للإحصاء، حيث يعيش 17% فقط من السكان في المناطق الريفية، فيما يعيش 83 % في المدن الكبرى التي توفر مزيدًا من الفرص، سواء على مستوى الصناعات بما في ذلك صناعات النفط والتمويل والزراعة والتعليم. ويعد هذا انخفاضًا كبيرًا عن عام 1960 الذي كان عدد سكان الريف فيه نحو 69 % من السكان، ما يعني أن 53% من السكان زحفوا من الأرياف إلى المدن خلال الستة عقود الماضية.

88 % يسكنون المدن في 2025

توقعت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان أن تزداد نسبة السكان في الأماكن الحضرية إلى 88% بحلول عام 2025، الأمر الذي قد يكون له أثر سلبي عمرانيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا.

ودفع هذا الواقع جهات حكومية قبل أعوام، على رأسها وزارة الشؤون البلدية والقروية، إلى إطلاق «الإستراتيجية العمرانية الوطنية»، التي تتضمن تشخيصًا لواقع التوزيع السكاني في المملكة، وخطة وطنية على مدار 20 عامًا للوصول إلى أفضل الحلول للتوزيع السكاني، وتنمية الأرياف والمدن الصغيرة للحد من الهجرة إلى المدن، وتوفير الاحتياجات الحالية والمستقبلية لتعزيز التكامل بين المدن والمناطق الريفية المجاورة لها. لكن هذه الإستراتيجية توقفت بشكل كامل ولم تحقق المأمول منها في ذلك الوقت.

إستراتيجيات رؤية 2030

للحد من الهجرة إلى المدن تبنت رؤية 2030 حلولا أكثر عملية وشمولية، فركزت على المناطق الطرفية نفسها، وهو الأمر الذي أعلن عنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما أعلن عن إطلاق إستراتيجية تطوير منطقة عسير، ثم أعلن بعد ذلك عن إطلاق مكاتب إستراتيجية لتطوير مناطق الباحة، والجوف، وجازان، التي ستكون نواة لتأسيس هيئات تطوير مستقبلًا، بهدف تعظيم الاستفادة من المميزات النسبية والتنافسية لكل منطقة من المناطق الثلاث، إضافة إلى تطوير البيئة الاستثمارية لتكون مناطق جاذبة للاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص.

ويأتي ذلك في إطار اهتمام ولي العهد وحرصه على أن تطال التنمية الشاملة جميع مناطق ومدن المملكة بما يعود بالنفع على جميع المواطنين، وخلق اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي لوطن طموح حيث أكد أن العمل قائمٌ على تأسيس مكاتب إستراتيجية في المناطق التي لا يوجد بها هيئات تطوير أو مكاتب إستراتيجية، بهدف تطوير مناطق المملكة كافة بلا استثناء.

الهجرة إلى 3 مدن

يذكر أن دراسة صدرت خلال منتدى الرياض الاقتصادي بعنوان «دور التنمية المتوازنة في تشجيع الهجرة العكسية»، شددت على أهمية التوازن في توزيع الخدمات على جميع المناطق بلا استثناء، للتخلص من الزحام والتكدس في المدن الكبرى. كما أوصت بضرورة إنشاء المشاريع الإنتاجية في المدن الصغيرة والمتوسطة والمدن الجديدة، والتركيز على الصناعات ذات القيمة المضافة، والاستفادة من الدعم الحكومي للمناطق الأقل نموًا لتحقيق التنمية المتوازنة.

وأوضحت أن الخدمات والمشروعات الاقتصادية تركزت في المناطق الرئيسة في المملكة، مما أدى إلى تركّز السكان في تلك المناطق، وهجرة سكان الريف من مناطقهم ضعيفة التنمية إلى المناطق عالية التنمية.

كما بينت الدراسة أن الهجرة الداخلية، أدت لتزايد نسبة سكان منطقة الرياض ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية إلى نحو 66.6 % من مجموع سكان المملكة.

وشددت على الاهتمام بالقطاعات المختلفة، مثل الصناعة والصحة والعقار والنقل وغيرها، مما يعزز من فرص استقرار السكان ويشجع على الهجرة العكسية لتلك المناطق.

وعلى مستوى القطاع الصناعي، أوصت الدراسة بنشر وتأسيس المشاريع الإنتاجية في المدن الصغيرة والمتوسطة الجديدة، إضافة لتوفير الطاقة وتطوير وسائل النقل للمناطق الأقل نمواً.

إجمالي عدد سكان السعودية لمنتصف عام 2020: 35.013.414

أعلى 20 مدينة في أعداد السكان (منتصف عام 2020)

1. الرياض: 5.328.000

2. جدة: 3.456.259

3. مكة المكرمة: 1.675.368

4. المدينة المنورة: 1.180.770

5. الأحساء: 1.136900

6. الطائف: 987.914

7. الدمام: 903.597

8. خميس مشيط: 630.000

9. بريدة: 614.093

10. تبوك: 569.797

11. حائل: 412.758

12. القطيف: 371.182

13. ينبع: 298.675

14 نجران: 258.573

15. الجبيل: 237.274

16. أبها: 210.886

17. الخبر: 165.799

18. عرعر: 148.540

19. سكاكا: 128.332

20. جازان: 105.198