تزينت شوارع مدينة جدة قبل فترة بعدد من جسور للمشاة، بتصاميم حديثة تسر الناظرين ليلا ونهارا.

اختيار مواقع إنشاء هذه الجسور مبني على حاجة المارة للانتقال بين ضفاف الطرقات المزدحمة دون التعرض للخطر، وليس بناء على مواقع مثالية تضمن مشاهدة إعلانات شاشات الجسور.

عندما قررت استخدام أحد هذه الجسور للأسف شعرت بخيبة أمل وتفاجأت بأن هذه الجسور لا تخدم الأشخاص ذوي الإعاقة، فلن يتمكن الكفيف أو المقعد من استخدامها، بسبب إغلاق المصاعد وعدم تشغيلها.

كما أن الممر العلوي خاو لا يعكس جمال التصميم الخارجي رغم جمال الإطلالة. لماذا لا يتم الترخيص لأبنائنا وبناتنا المكافحين من أصحاب عربات المشروبات باستغلال هذه الإطلالة الجميلة، لتقديم منتجاتهم وجعل هذا الممر مكانا ينبض بالحياة.

قد يكون سبب إغلاق المصاعد هو عدم اكتمال المشروع أو حرصا على عدم العبث بمحتوياتها.

من وجهة نظري أن يقتصر استخدام هذه المصاعد بعد تشغيلها على كبار السن وذوي الإعاقة، عن طريق توفير أبواب تفتح آلياً بتمرير كود أو بطاقة تصدر من جهة الاختصاص، أما بقية المارة فهم قادرون على استخدام السلالم.

إن بقاء هذه المشاريع دون تطبيق اشتراطات الوصول الشامل، يعتبر خطأ فادحا، ومصادرة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فجسور المشاة الحديثة مغلقة بوجه هذه الفئة، والجسور القديمة لم يتم تعديلها بما يتناسب مع حاجاتهم.

عندما شاهدت الإعلانات التجارية على شاشات هذه الجسور تعمل بشكل ملفت منذ فترة طويلة، واكتمل تشغيلها بسرعة البرق، ولم يخش عليها من العبث، شعرت بأن هناك حقا لهذه الفئة من قيمة الإعلانات مقابل تجاهل حاجاتهم.

لعل القائمين على تشغيل هذه الجسور، يكفروا عن هذا الخطأ ويستبدلوا الإعلانات التجارية برسائل معبرة ومحفزة للأشخاص ذوي الإعاقة، ورسائل أخرى عن المشاريع والمبادرات التي تخدمهم، على أن تبقي هذه الرسائل مستمرة إلى حين إيجاد حل لتطبيق اشتراطات الوصول الشامل.

هذه الجسور تحفة معمارية تسر الناظرين، ولكنها لا تخدم جميع العابرين!.