مع اجتماع إيران والقوى العالمية الست في فيينا، الإثنين، لمناقشة المعاهدة الممزقة، ظهر تساؤل في تقرير جديد لـAP عن إمكانية استعادة الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية؟، وكانت الإجابة النفي بالترجيح.

فمنذ انسحاب الرئيس دونالد ترمب في ذلك الوقت من الاتفاقية في عام 2018، سارعت إيران إلى الأمام في برنامجها النووي، مما يجعل من المستحيل تقريبًا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

كما أدى انتخاب زعيم متشدد في إيران، إلى جانب إدارة أمريكية يُنظر إليها على أنها ضعيفة في المنطقة، إلى إضعاف آفاق تحقيق انفراجة، وكشف التقرير عما يمكن توقعه من الصفقة في هذا الأسبوع:

لماذا انهارت الصفقة الأصلية؟

أشار التقرير إلى أن اتفاقية عام 2015 بين إيران والقوى العالمية -بقيادة الرئيس باراك أوباما- هدفت إلى منع إيران من القدرة على صنع قنبلة نووية، وعرضت على إيران تخفيف العقوبات الاقتصادية المشددة مقابل قيود تتراوح بين 10 و 15 عامًا على أنشطتها النووية. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.

وقد هاجم النقاد، بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو، الصفقة لأن القيود المفروضة على إيران كانت مؤقتة. كما اشتكوا من أنها لا تتطرق إلى النشاط العسكري الإيراني غير النووي - مثل دعمها للجماعات المسلحة المعادية وتطوير صواريخ بعيدة المدى.

عندما انسحب ترمب، بإلحاح قوي من نتنياهو، وعد بشن حملة «أقصى ضغط» على إيران.

ألا يمكن إعادة الصفقة؟

أوضح التقرير أن إيران بدأت في تجاوز حدود الاتفاقية بعد الانسحاب الأمريكي، والآن تخصب كميات صغيرة من اليورانيوم تصل إلى 60% من النقاوة - وهي خطوة قصيرة من مستويات تصنيع الأسلحة البالغة 90%. وتقوم إيران أيضًا بتدوير أجهزة طرد مركزي متطورة كانت محظورة في السابق بموجب الاتفاقية، ويتجاوز مخزونها من اليورانيوم الآن حدود الاتفاقية.

كما ذكر الخبراء أنه حتى لو أُجبرت إيران على التخلي عن مخزونها من اليورانيوم أو وقف أبحاثها، فلا يمكن نزع الخبرة التي اكتسبتها.

ما هي توقعات المحادثات؟

يبين التقرير أنها على المدى القصير، لا تبدو مشجعة، فمع اقتراب المحادثات، قدم الرئيس الإيراني المتشدد، إبراهيم رئيسي، مطالب متطرفة، بما في ذلك دعوات للولايات المتحدة لإلغاء تجميد أصول بقيمة 10 مليارات دولار كبادرة حسن نية أولية.

قد يكون الخط المتشدد بمثابة مناورة افتتاحية. ولا يزال المفاوضون الأوروبيون واثقين من التوصل إلى اتفاق على المدى القصير إلى المتوسط.

لكن المسؤولين الأمريكيين لا يبدون متفائلين.

حيث عقد الرئيس جو بايدن وكبار مستشاريه سلسلة من الاجتماعات في الأسابيع الأخيرة مع حلفاء رئيسيين وشركاء مفاوضين للتحضير لفشل محتمل في المحادثات.

وفي مقابلة أذيعت يوم الجمعة الماضي، قال كبير المفاوضين الأمريكيين روب مالي إن الإشارات الواردة من إيران «ليست مشجعة بشكل خاص».

وفي حديثه إلى NPR، قال إن الولايات المتحدة تفضل الحل الدبلوماسي. ولكن إذا كان ذلك مستحيلًا، فإن الولايات المتحدة سترد . بالنظر إلى الرد الأمريكي الفاتر على النشاط العسكري الإيراني المزعوم في المنطقة، بما في ذلك الهجمات على السفن المدنية في الخليج العربي وضربة على قاعدة أمريكية في سورية، لا يبدو أن العمل العسكري الأمريكي يمثل تهديدًا خطيرًا.

ماذا تستطيع إسرائيل أن تفعل؟

أشار التقرير إلى أن إسرائيل ليست طرفًا في المحادثات، لكن لها مصلحة كبيرة في النتيجة.

فهي تعتبر إيران عدوها الأول وتعتبر إيران المسلحة نوويًا تهديدًا وجوديًا.

حيث حرص خليفة نتنياهو، نفتالي بينيت، على عدم التصادم مع بايدن في العلن. لكن مواقفه مشابهة لمواقف نتنياهو. وأعرب عن أمله في ظهور اتفاق محسن من المحادثات لكنه كرر تهديد إسرائيل الطويل الأمد باتخاذ إجراء أحادي الجانب إذا لزم الأمر.

قال الأسبوع الماضي: «سنحافظ على حريتنا في التصرف». ثم أكد إن إسرائيل «منزعجة للغاية» مما يراه استعدادًا من قبل القوى العالمية لرفع العقوبات وإعادة «القيود غير الكافية في المجال النووي».

هل إيران تطغى على يديها؟

بين التقرير أن صبر الصين وروسيا قد ينفد، وهما منفذان إيرانيان مهمان للتجارة وأطراف الاتفاق، مع طهران، خاصة إذا انهار نظام التفتيش النووي الدولي المهتز الآن. ويستمر الحصار الاقتصادي في الضغط على الإيرانيين، الذين شهدوا مدخراتهم تتبخر مع السقوط الحر لعملة البلاد.

ولكن إذا استمرت المحادثات، فقد تلجأ الولايات المتحدة إلى عقوبات جديدة أو حتى عمل عسكري. وهناك أيضًا خطر التدخل العسكري من قبل إسرائيل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس الأسبوع الماضي: «سنرى في الأيام المقبلة ما هو بالضبط» نهج إيران. «لكننا أوضحنا أيضًا أن هذه ليست عملية يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية».