أنظمة الكمبيوتر التي يمكنها الكتابة الآلية تطورت في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، وهذا التطور يمكن عزوه إلى وفرة البيانات، التي يمكن استخدامها لتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي كلما كانت أكبر، كلما زادت دقة تلك الأنظمة، والتي تمكنت من الكتابة في عدد من المجالات التخصصية، هو ما يعني أن يبدأ البشر في لمس فوائد خوارزميات الكتابة الآلية.

الكتابة الآلية للموضوعات والمقالات المطولة تم تطبيقها بالفعل في السنوات الماضية، ولكن ما يشهده الوسط الأكاديمي في السنتين الأخيرتين، هو المحاولات التي تسعى للكتابة الآلية للجمل القصيرة، التي يمكن تضمينها بوسط مقال ما، إذ تواجه خوارزميات التوليد الآلي للنصوص القصيرة عددا من التحديات، مثل أن يلزم أن يكون للجملة المكتوبة آلياً ارتباط قوي بالجمل المحيطة بها، وعلاقة وطيدة بموضوع المقال.

الكتابة الآلية للجمل القصيرة لها عدد من الاستخدامات في الحياة العملية، منها مساعدة البشر في مراجعة النصوص المكتوبة، أو الربط بين الأفكار المبعثرة في مقال ما، بل يمكن استخدامها في استعادة النصوص التاريخية التي فُقد جزء منها، كما تم بالفعل في تعاون بين معامل ديب مايند (DeepMind) التابعة لشركة قوقل (Google) وجامعة أكسفورد (University of Oxford) والتي تم تطبيقها على اللغة اليونانية، حيث ساهمت خوارزميات الذكاء الاصطناعي في ترميم عدد من المخطوطات التي فقدت أجزاء منها، وذلك بالتنبؤ بالنص المفقود في تلك القصاصات، والتي أثبتت أن لديها القدرة على التفوق على أداء الأشخاص المتخصصين في استعادة المخطوطات بنسبة ليست بالبسيطة.

ومن الأبحاث المنشورة في مجال استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لكتابة الجمل البينية أو القصيرة المرتبطة بموضوع ما، ما نشره الدكتور كريس دوناهو (Chris Donahue) مع فريق بحث من جامعة ستانفورد (Chris Donahue)، حيث قام الباحثون باستخدام تطوير نظام ذكاء اصطناعي، لجعل الكمبيوتر يقوم بكتابة جملة، أو حتى كلمة، لإكمال نص معين، وتحديداً لملء فراغ محدد داخل عدد من الجمل.

طور الدكتور كريس وفريق البحث نظامهم ليتمكن من العمل في عدد من المجالات بشكل مرن، بحيث لا يكون مخصصاً لنطاق محدد، مما فتح الباب لعدد من التحديات التي تواجهها مثل هذه الأنظمة، ولكن الفريق البحثي تمكن من الأداء بشكل جيد، حين تم اختبار نظامهم في عدد من المجلات، حيث قاموا باختبار خوارزمياتهم لإكمال أجزاء ناقصة من قصة حقيقية، ومن ثم تم اختبار النظام لملء الفراغات في قصص خيالية، ولكن المثير للاهتمام هو اختبارهم لنظامهم ليقوم بالكتابة الآلية للأبيات المفقودة من قصيدة شعرية، وهو ما أظهر نتائج مبشرة.