المشهد الرياضي قاتم وعلى صفيح ساخن، الأربعة الكبار أو خلهم خمسة كبار أو أكثر، ما هي فارقة.

الكل يدعي الكبر مع أن الكبر عبر، وفعلا أصبحت هذه الأندية مع الأسف نموذج للصراع والإشكاليات القانونية، وكأنها في حرب ضروس لن تتوقف أو يهدأ أوارها، لا تسمع إلا لطش النادي الفلاني من النادي العلاني لاعبه النجم المضيء وفلذة كبده وقرة عينه، ويا عيني عليهم حالهم يبكي، فلا نامت أعين العشاق.

وبالفعل لم تنم أعين ذلك النادي «هذا إذا كانت له أعين» لأن لو له أعين أو بالصراحة «ملايين يا قلبي الهنا» كان ما أخذ الغراب حبيب القلب وطار.

هذا ما كان من أمر النادي وإدارته، أما جماهيره فحدث ولا حرج، فقد أوجعوا قلوب كل من ينتمي إلى المنظمات الإنسانية لما رأوه من مرارة الفراق ولوعة الاشتياق التي ارتسمت على صفحات التك توك والطق طق، وسمعنا أنها ستندد وتشجب ما تفعله الأندية المفترسة ذات القروش المتلتلة في جنح الظلام أو حتى في النور مع الأندية التي جار عليها الزمان، فأصبحت لا تملك في العام أكثر من مئة مليون ونيف.. ونيف هذه يمكن تطلع عشرة قروش أو إذا هم شطار عشرة مليون، ولكن إيش تسوي هذه الفكة مع سقوف لاعبين أصبحت ماكو ماكو فكة، وخاصة بعدما فتحت الجهة المختصة ذلك السقف، وهي تعلم أن سقوف كثير من الأندية الله بلخير، وبعضهم سقفه يخر من أول رشة.

وبلغني أن بعض الأندية أصلا ما عندها سقف، وإذا جاء وقت الرش تستعين يا دوب بمظلة، طبعا الآن أصبح كل لاعب يريد السقف الذهبي، فالبرونزي أبو ثلاثة مليون إخي عليه، وياي ما ينفع، والفضي وأبو خمسة مليون كخة ايش يقولون عليه الناس سيعايروه يا أبو خمسة، لكن السقف الذهبي الذي يبدأ من سبعة إلى عشرة مليون حلو، وخاصة إذا عليه شوية فكة، فيلا وسيارة فاخرة، أيوه فارهة كمان مش أبو نصف مليون التعبانة.

هكذا تسير المفاوضات، والشهادة لله لا تأخذ وقتا طويلا مش مثل المفاوضات السياسية التي يمكن تصل إلى أشهر أو سنين، وهم لا يحتاجون أن يكون كل وفد في غرفة وبينهم وسيط، لا ما يحتاج وري المجنون قرصة بعقل، فالسر في السكان وليس في المنزل، فوكلاء اللاعبين هم السكان والمحاسب والخزنة، كم يا بويا عرضكم يقول له خمسة ملايين كل سنة، يرد عليه أيش إحنا بنبيع فصفص، يرد المشتري عشان لا تضيع الصفقة، والله عارفين أن حبيبنا حاشا لله مش مقامه الفصفص، إحنا نعتبره كافيار، يرد الوكيل لا يا عمي أنت خبرك عتيق، لاعبنا نعتبره من أنقى أنواع الزعفران وشوف كم كيلو يطلع، يرد أبشروا أيش طلباتكم، يرد الوكيل الآن نتفاهم، ويسكروا الجوال وقد تم The deal والنادي الثاني نايم في العسل، وبيني وبينكم حتى لو صاحي من وين يا حسرة يكع عشرة ملايين للاعب، بل لو حسبنا متوسط سبعة ملايين لكل لاعب بما فيه الأجانب لبلغت الحسبة سنويا 210 رواتب، لعيبة القدم بس، هذا غير المدرب، والذي أصبح متخصص «خبص وهزائم»، لا يرضى هو وطاقمه أقل من عشرين مليونا.

وطالما ما فيش رجل معلوم أو مجهول جيبه عامر جدا يرش، ورش الله وكيلك من مئة المليون وأنت ماشي، إذا مش موجود سواء أكان مفردا أو مجموعة داعمين فقل علي النادي في «الباي باي».

وفي هذه الغوشة والطوشة تنبري أبواق إعلام الناديين، وهات يا ضرب من تحت الحزام أو في أي مكان، المهم أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أكع الحامض تعرفوني.

وطبعا الأندية الثانية التي ليس لها لا في العير ولا في النفير ولا حول ولا قوة، كما قلنا تتفرج وتتحسر على الملايين التي تسمع بها ولا تعرفها، وتفكر هل تحسدهم على هذا المال، أم تقول الحمد لله الذي عافانا، وفي ظل ما هو حاصل من لطش اللعيبة بالنظام طبعاً والدليل الدعاوى القائمة بين الأندية وخاصة المريشين منها، هنا تقوم قائمة الإعلام المحايد، بأمارة أن هناك إعلاما في الشرق والآخر في الغرب، أهم شيء أن الذي في الغرب مع نادي x والذي في الشرق مع نادي z، والشهادة لله كلهم محايدون وفاهمون للنظام من لغاليغو، كل إعلام نادي يؤكد أن موقف ناديه ممتاز و«يستوعب ألف شاحنة من الهياط»، والآخر يقول لا موقفنا ما يخرش المية بس يمكن يخر عصير.

هذا من ناحية، وفي ناحية أخرى، نادي يستغني عن لاعبه وإذا سجله ناد آخر نادى بالويل والثبور وعظائم الأمور، وازبد وارعد وتوعد ذلك النادي بأن عاقبته وخيمة. فكيف جرؤ واعتدى على كرامة هذا النادي، وسجل لاعبه المفسوخ عقده من الطرف «الأغر» أقصد من الطرف الآخر، ونادي آخر يسجل لاعب ويوثق العقود كما يقول ويفاجأ بأن النادي الأول رجع في كلامه ولطش اللاعب مرة أخرى، فقد أحلو في عينه، فيتوعده أيضا بالليل الأظلم، فهذا النادي ما عنده لعب شغلته شكاوى، ويا ما في الجراب يا حاوي.

وأحد المحللين الذي يظهر في إحدى القنوات ما يهون عليه ما يخبص ويشعلها زيادة، فيقول بكل عدم مسؤولية في فيديو على اللاعب الذي سجله نادي منافس، يا أخي هم أخذوه من الشارع، يعني يبغى النادي المنافس يروح لقصر فخم عشان يأخذ اللاعب، طيب هذا النادي لو ما يعرف للقصور، ولا جا لناديك منه قصور، هو بس يادوب يعرف الفلل على قد الحال.

الحقيقة كلام لا ينطق به إعلامي جعلت منه قناة ما يلقي الدروس على المحفل الرياضي، وطبعا تورط في فيديو آخر نشر فيه اتصالا مع لاعب مشهور ما كان ذلك يحب أن يحدث احتراما لخصوصية الموضوع واللاعب.

طبعا معركة الأندية هذه تنقلب إلى الجماهير ويا هلا بك بالمعارك وكل فتاة بأبيها معجبة وهو على حق، وحتى لو كان مخطئ 100/100 وخرق كل قوانين الكرة سواء المحلية أو الفيفا أو مجلس الأمن، وما دام نخوض في الرياضة، هنا أرفع لوزير الرياضة رأياً إذا من اختصاص سموه أو يحيله لمن يلزم:

لماذا يتم التوقيع مع اللاعبين وهناك فترة متبقية من العقد «الفترة الحرة»، إن هذه تخلق مشاكل لا حصر لها، فاللاعب إن بقي في ناديه الأول ستحيط به الشكوك وهو نفسه يكون موزعا بين ناديين، ودعونا من مسألة الضمير فهو ليس خائن، ولكن تنازعه حيثية أنه لاعب مؤقت، زد على ذلك يمكن النادي لا يسمح له باللعب، ولا يتنازل عن المدة المتبقية فيبقى عاطلا فنياً، وأيضا ما سيلاقيه من الجماهير، وطالما أنه محسوب على ناديه ولا يستفيد منه النادي الآخر، فلماذا لا نفض هذا المولد الذي يخلق بلبلة لا داعي لها، تؤثر على الدوري وعلى المزاج العام دون طائل، ونجعل في الفترة الشتوية إذا انتهى عقد اللاعب أن يكون الانتقال بالتفاوض بين الناديين، وإذا صار توافق انتهى الأمر، أو أن يمدد عقد اللاعب لناديه فقط لنهاية الموسم، ثم يكون حرا، أما من انتهى عقده فليسجل في أي ناد يريد.

قد يكون رأيا مناسبا وربما لا، إنما هو حجر يحرك الماء العكر الذي يظل مسيطرا بمشاكله على المشهد الرياضي بكل أطيافه في هذه الفترة وما حصل في هذه الأيام لا يحتاج لأدلة.