في الوقت الذي سعت فيه تايلاند لتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وأعربت عن أسفها إزاء الحوادث المأساوية، التي وقعت لمواطنين سعوديين في تايلاند بين العامين 1989 و1990، رحبت الرياض بذلك، مع تمسكها بحقها في القضايا السابقة المرتبطة بهذه الحوادث.

وانطلاقًا من حرص المملكة العربية السعودية على تعزيز العلاقات المشتركة، ومد جسور التواصل مع جميع الدول حول العالم، وتلبية للدعوة الكريمة من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، يقوم دولة رئيس الوزراء ووزير الدفاع في مملكة تايلاند الجنرال برايوت تشان أوتشا، بزيارة رسمية إلى المملكة يومي الثلاثاء والأربعاء (22-23 /‏6/‏ 1443) الموافق ( 25-26 /‏1/‏ 2022).

وتأتي الزيارة بعد مشاورات نتج عنها تقريب وجهات النظر في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحرصًا على استمرار التشاور والتنسيق وتبادل وجهات النظر حيال تلك القضايا.

تخفيض مستوى العلاقات

بدأت قصة تخفيض مستوى العلاقات بين الرياض وبانكوك في أعقاب قيام أحد العاملين لدى مواطن سعودي بسرقة مجوهرات قيمتها حوالي 20 مليون دولار، فيما أصبح يعرف بقضية «الألماسة الزرقاء»، ولم يتم حتى الآن استرداد عدد كبير من قطع المجوهرات، بما فيها الألماسة الزرقاء النادرة، ولا تزال سرقة المجوهرات من أكبر الألغاز في تايلاند، وأعقبها اكتشاف تورط عدد من كبار ضباط الشرطة في تايلاند.

وبعد عام من وقوع السرقة وقعت ثلاثة حوادث اغتيال في ليلة واحدة راح ضحيتها ثلاثة دبلوماسيين سعوديين في تايلاند، وبعد شهر اختفى رجل الأعمال السعودي محمد الرويلي الذي شاهد أحد حوادث الاغتيال، وفي العام 2014 أسقطت محكمة جنائية في تايلاند قضية مرفوعة على خمسة رجال، من بينهم ضابط شرطة كبير كانوا متهمين بقتل الرويلي بسبب المجوهرات.

هذه الوقائع أدت إلى ضياع مليارات الدولارات من التجارة الثنائية وإيرادات السياحة، وفقدان عشرات الآلاف من العمال المهاجرين التايلانديين وظائفهم.

وإدراكا من الحكومة التايلاندية لمكانة المملكة عالميا وثقلها السياسي والاقتصادي دوليا، فقد أولت أهمية قصوى لتعزيز علاقاتها مع المملكة، كما أكدت حرصها على بذل الجهود لحل تلك القضايا المتعلقة بتلك الحوادث، ورفعها إلى الجهات المختصة في حال ظهور أدلة جديدة وجيهة ذات صلة بها، في حين برزت العديد من المؤشرات التي تدل على أن هذه الحوادث المؤسفة يقف وراءها قوى معروفة بتصديرها للإرهاب، ومعاداة المملكة واستهدافها ومواطنيها دون احترام للقانون الدولي.

صفحة جديدة

وتأتي زيارة رئيس وزراء تايلاند لبحث سبل تعزي العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والنفطية والتجارية والعمالية، ولفتح صفحة جديدة وتشكيل مرحلة جديدة في علاقات البلدين التي تأسست عام 1957، وتشير التوقعات إلى أن أولى الخطوات ستكون تعيين سفيرين في كلا البلدين.

كما تشير أيضا إلى إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول، إلى جانب تسهيلات كبيرة للاستثمار في مجالات النفط وتكريره والتعدين والاستزراع السمكي في بلاده، كما يتوقع أن تقدم الحكومة التايلاندية عرضا بإمكانية المساهمة في إنشاء مصانع في السعودية للسيارات وقطع غيارها ومصانع للأجهزة المنزلية والزراعية وإجراءات مستثناة لاستقدام العمالة التايلاندية وبتكاليف تفضيلية، ويشار إلى أن عدد العمال التايلانديين في السعودية بلغ أكثر من 200 ألف قبل قطع العلاقات.

محاولات لإصلاح العلاقات بين البلدين

2016

- الموافقة بعودتها على مستوى القائم بالأعمال بعد وساطة بحرينية.

- محادثات على هامش قمة حوار التعاون الآسيوي في بانكوك وقرر الجانبان إصلاح العلاقات.

2020

زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية دون برامودويناي السعودية في أول زيارة لوزير خارجية تايلاندي منذ 30 عاما.

2022

لقاء القائم بالأعمال السعودي عصام بن صالح الجطيلي الاثنين الماضي بنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية التايلاندي.