منذ فترة طويلة لم نشاهد مناوشات إعلامية بين فريقين قبل مواجهات ديربي أو كلاسيكو، أصبحت هذه اللقاءات الساخنة باردة إعلامياً.

لا أنكر أنني كطرف محايد لا أنتمي لا للنصر ولا للاتحاد استمتعت قبل المواجهة، وأصبح هناك حدث ننتظره بعد مناوشات خارج المستطيل الأخضر، واكتشفت أن المناوشات التي كنا ننادي بعدم حدوثها هي «بهارات» مباريات كرة القدم.

بدأ الكلاسيكو بعد انتقال عبدالرزاق حمدالله والضجة التي أعقبت ذلك، تلاها بعد ذلك حوار تاليسكا الذي سبق المباراة وحديثه عن زميله السابق حمدالله، وللحق اعتبرتها حربا نفسية قديمة للتأثير في اللاعب، وقعها سيكون عكسيا على النصر، وبعدها جاء قرار منع «روح الاتحاد» جماهيره من الحضور، لذا بدأ الكلاسيكو ساخناً قبل أن يبدأ.


لا أحب التوقعات ولكن كل ما حدث كان يشير إلى أن النمر الاتحادي سيكون أكثر شراسة كما ما هو معروف عن الروح الاتحادية، كلما زاد الضغط والتزم الصمت، رده في الميدان سيكون قاسياً، وهذا ما حدث فعلاً، الاتحاد وحمدالله أبدعا وحافظا على الصدارة، وقلتها مراراً الاتحاد عندما يقبض على الصدارة لن يتزحزح عنها، خصوصاً بعد مواسم قاسية مرت عليه، لذلك تخليه عن القمة سيكون بحاجة لمعجزة من الأندية المنافسة.

ربما سترى جماهير النصر أنني أغفلت الشق الأهم بالنسبة لهم، وهو الظلم التحكيمي الذي سلب منهم نقاط المباراة، في نظري مهما كان الظلم فشمس الإبداع لا تحجب بغربال، ولا أرى أن شماعة التحكيم هي السبب، بل التعامل الإداري والتهيئة قبل المباراة للنصر لم يكنا مثاليين، والتعامل الإعلامي الذي كان يريده النصر ضغطاً، جاء عكسياً!

أكثر ما لا أحبذه في كرة القدم، أننا دائماً لا نعترف بأخطائنا، ونركض لنحمل المسؤولية غيرنا، لا نجيد أن نعترف أن لدينا بعض الإشكاليات ونسعى لحلها، بداية السقوط أن يدخل اللاعبون والجهاز الفني والإداري شعور أن النتيجة سلبت وأنهم لم يخطئوا. علينا مواجهة أنفسنا قبل تحميل أطراف خارجية المسؤولية.