فيما تتمركز القوات الروسية على الحدود الأوكرانية من جهة الغرب بجيش قوامه 120 ألف جندي وكذلك تحاصرها من بيلاروسيا (شمالا) ومن ناحية الجنوب (جزيرة القرم)، يبدو أن هناك خطة للجيش الأوكراني، حيث أعلن إدوارد باسورين، نائب رئيس دائرة الشرطة الشعبية لجمهورية دونيتسك غير المعترف به دوليا، أن هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني أعدت خطة للهجوم على جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.

وقال باسورين لقناة "روسيا-2"، اليوم الاثنين: "لقد أعدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية خطة للهجوم على أراضي الجمهوريتين، وستتم قريبا الموافقة عليها في مجلس الأمن الأوكراني".

وأضاف أن أوكرانيا تحشد الوحدات العسكرية الإضافية إلى منطقة دونباس وتبدأ تدريب وإرسال مجموعات تخريبية للعمل في المدن. وتابع: "من حيث المبدأ فإن أوكرانيا تحت شعار السلام تستعد حقا للحرب".

دفع نحو الحرب

من جانبها نقلت وكالة "تاس" الإخبارية الروسية عن الفريق ستانيسلاف غادجيماغوميدوف نائب رئيس مديرية العمليات بالأركان العامة الروسية قوله، إن المساعدات العسكرية من الناتو لأوكرانيا، تدفع سلطات كييف لسيناريو القوة في دونباس والقرم.

وأضاف الجنرال، في كلمته خلال طاولة مستديرة في مجلس الاتحاد اليوم: "الدعم السياسي والعسكري من الخارج، يحرض سلطات كييف على استخدام القوة لاستعادة السيطرة على دونباس، وفيما بعد على شبه جزيرة القرم".

ووفقا له، يواصل الغرب تحويل أوكرانيا إلى "مناهض لروسيا"، بهدف تحويلها إلى نقطة انطلاق لنشر قوات الناتو.

وتابع الجنرال القول، إن "أولوية الناتو أصبحت دفع بنيته التحتية إلى حدود روسيا الاتحادية، ونشر تشكيلات مسلحة متقدمة تابعة له على أراضي الأعضاء الجدد في الحلف".

وأشار ممثل الأركان العامة الروسية، إلى أنه توجد بشكل دائم في أوروبا الشرقية وحدات عسكرية تابعة لدول من خارج المنطقة، يبلغ عدد أفرادها الإجمالي حوالي 10 آلاف شخص.

فرص لحل الأزمة

وأعلنت روسيا اليوم أنّ هناك "فرصاً" لحلّ الأزمة الأوكرانية من خلال القنوات الدبلوماسية، في وقت يخشى فيه الغرب أن تتحوّل التوترات إلى صراع مسلّح.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال لقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين بث عبر التلفزيون "هل هناك فرصة للتوصّل إلى اتفاق مع شركائنا حول القضايا الرئيسية أم أنّ هذه محاولة لجرّنا إلى مفاوضات غير متناهية؟".

وأضاف "بصفتي وزير خارجية يجب أن أقول إن هناك دائماً فرصة لحلّ المشكلات التي تحتاج إلى حلّ".

وتابع لافروف أنّ فرص الحوار "لم تُستنفد (لكن) يجب ألا تستمر إلى أجل غير مسمّى"، مشيراً إلى أنّ موسكو "مستعدّة للاستماع إلى المقترحات المضادة الجادة"، وحتى "لمواصلة وتوسيع" تلك الفرص.

وتأتي هذه التصريحات عشية زيارة قام بها المستشار الألماني أولاف شولتس لموسكو، وهو آخر مسؤول أوروبي كبير يقوم برحلة إلى روسيا لمحاولة نزع فتيل الأزمة الأوكرانية.

وتتّهم الدول الغربية روسيا بأنها حشدت أكثر من 100 ألف جندي على حدود أوكرانيا تحضيرا لغزو تؤكّد الولايات المتّحدة أنّه وشيك.

وتنفي موسكو أن تكون لديها أي نية عدوانية تجاه أوكرانيا، لكنها تشترط لوقف التصعيد مجموعة من المطالب بينها ضمان عدم انضمام كييف إلى حلف الأطلسي، وهو شرط يرفضه الغربيون.

وعقدت سلسلة من المحادثات الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة لكنها لم تفضِ إلى نتيجة.