يتأهب الصقارون لاقتراب موسم هجرة الطيور وعبورها في سماء المملكة، والذي ينطلق في مارس المقبل، حيث لا تزال الجزيرة العربية معبرًا مهمًا للصقور المهاجرة والعابرة بين القارات، وتلك التي تلك بين مناطق الجزيرة أو تقطن قريبا منها.

ويرى الصقارون في موسم الصيد فرصة ملائمة لصيد الصقور والحبارى التي قد يصل سعر بعضها إلى مئات ألوف الريالات.

وتعد محافظة شرورة وسط صحراء الربع الخالي، من خطوط عبور الصقور منذ سنوات، لموقعها الجغرافي بحثًا عن الدفء في فترة الشتاء، وقد تم طرح (الإمساك) بعض الصقور النادرة مثل الحر والشاهين البحري، إضافة إلى طرح الشاهين الجبلي والوكري.

وفي عام 1442 تم طرح تسعة وكارا وشاهين بحري واحد حتى الآن، ما بين شرورة والوديعة، وستبقى الهجرة مستمرة حتى نهاية مايو المقبل.

تربية الصقور

تحظى «هواية» الصيد بالصقور في دول مجلس التعاون الخليجي برواج كبير، حيث كان يعتمد الخليجيون على الصقور والطيور الجارحة في صيد الأرانب وطيور الحبارى والحمام والحيوانات لتوفير الطعام أو حتى بيع ما يتم اصطياده من الحيوانات كمصدر رزق.

وبات صيد الصقور والصيد بها أيضًا إلى «رياضة وتجارة مربحة»، وكانت تربية الصقور تبدأ بصيد الصقر نفسه، وحتى استئناسه وتدريبه، والاعتناء به، ومن ثم استخدامه في الصيد.

ويشير خبراء أن الصقر يتم تدريبه عبر تجويعه على تقبل الأوامر، والقدرة على الطاعة، إضافة إلى حمل الطير في فترة التدريب.

ويحلق الصقر على ارتفاع كبير في الهواء في انتظار فريسته، فإذا رآها انطلق وراءها وانقضَّ عليها بسرعة تصل إلى 275 كيلومترًا في الساعة.

أسعار مرتفعة

تختلف أسعار الصقور حسب نوعها (300 نوع) وقوتها وسلالتها ومهاراتها، ويصل سعر بعضها إلى 500 ألف ريال، وبعضها الآخر إلى نحو مليون ريال، ويعد مارس من مواسم بيعها.

ويقول رئيس لجنة الصقور بمحافظة شرورة أسامة بن زيد بن مزروع الصيعري «تربية الصقور هواية، لا يتم الاكتراث كثيرا لنفقتها، ويتنقل الصقار بصقره من منطقة إلى أخرى بحثًا عن الصيد والمتعة».

وأضاف «تواجه تربية الصقور واقتنائها صعوبات عدة، منها قلة العيادات البيطرية وشح الأدوية اللازمة لأمراضها وقلة الدعم الكافي لمسابقاتها في محافظة بيشة، وذلك على خلاف ما تجده هذه الهواية في مدن أخرى من دعم قوي، خصوصا أن المملكة تهتم بالصقور كموروث شعبي قديم».

وأكمل «بعد انقضاء موسم الشتاء ودخول الصيف تفتح مرابط مجهزة للصقور توفر لها بيئة مناسبة بديلة عن الطبيعة، يوفر فيها الطعام والماء، وفيها غرف مكشوفة لتشميس الصقور، وتحتوي على مكيفات لتبريد الجو إذا كان المربط في منطقة حارة، فيما لا تحتاج المرابط في المدن الجبلية مثل الطائف إلى مثل تلك المكيفات، ويقوم الصقر بتغيير الريش القديم كاملًا واستبداله بريش جديد».

وعن تكلفة وأسعار المرابط، قال «تتفاوت الأسعار من مربط إلى آخر، حيث تتراوح من 1500 إلى 3500 ريال، تشمل مدة بقاء الصقر داخل المربط، وتتراوح مدة الربطة من 5 إلى 7 أشهر».

وذكر «هناك مرابط كثيرة للصقور في المملكة في كل من عرعر وحفر الباطن والدمام والرياض والخرج وجدة والطائف ووادي الدواسر».

شح المسابقات

يرى علي مبارك البريكي ـ مالك صقور منذ 13 سنة ـ أن «من أهم العقبات التي تواجه مربي الصقور في شرورة الافتقاد إلى العيادات والمستشفى المتخصص بعلاج الصقور، إضافة إلى شح المسابقات وندرة أماكن ممارسه هواية الهدد».

مكانة خاصة

يبين عبيد البخيت مبخوت آل مسفر الكربي «لا شك أن للصقور مكانتها الخاصة عند العرب منذ قديم الزمان، حيث عملوا على ترويضها وحسن معاملتها وتدريبها، وتعد تربيتها جزءا من التراث، وهواتها لا يكترثون كثيرا بتكلفة تربية صقورهم لأنهم يركزون على مدى ارتياحهم واستمتاعهم بتربيتها».

وأضاف «تأكل الصقور جميع أنواع الطيور غير الجارحة مثل الحمام والسمان والكروان والحبارى وغيرها».

وتابع «هناك عدة عقبات وصعوبات يعاني منها الصقارون في شرورة، أهمها عدم وجود مستشفى خاص بالصقور في المنطقة، وقربها من الحدود ما يثني الصقار عن تتبع صقره عند فقدانه بالقرب منها، وقلة الأراضي الواسعة والمناسبة ووعورتها، وعدم وفرة الصيد (الطرائد) وقلتها إن وجدت».

عقبات تواجه مربي الصقور في شرورة

ـ قلة العيادات البيطرية

ـ شح الأدوية اللازمة

ـ قلة الدعم الكافي لمسابقاتها

ـ قربها من الحدود

ـ ندرة أماكن ممارسه هواية الهدد

ـ قلة الأراضي الواسعة ووعورتها

ـ عدم وفرة الصيد (الطرائد)