(1)

جاء رجل إلى فقيه، فقال: أفطرت يومًا في رمضان، فقال له: اقضِ يومًا مكانه، قال: فعلت ولكنني وجدت أهلي قد صنعوا حلوى «المأمونية» فالتهمتها.. حك الفقيه عارضه ثم قال: اقضِ يومًا مكانه، قال الرجل: قضيت، ولكن أهلي صنعوا هريسة، فأكلتها!، نزع الفقيه عمامته ووضعها بجانبه ثم قال: أرى ألا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك!.

(2)

تحوّل رمضان الإسلام إلى رمضان «الإعلام»!، فقد بدأ السباق المحموم نحو رضا المشاهد المصاب بالتخمة بسبب السمبوسة والشوربة، ببرامج ومسلسلات وجوائز، وعجائز، وكل شيء جائز، التي لا يخلو بعضها من محاولات «خدش» روحانية الشهر العظيم.

(3)

تطوير برامج الإفتاء بأسلوبها القديم واتصالاتها «المصنوعة» التي تحمل أسئلة شديدة الغرابة والطرافة، أصبح على درجة من الأهمية، فمن لديه استفتاء شرعي فهناك طرق أسهل وأفضل من الاتصال ببرنامج تلفزيوني، ليسأل عن قطرة العين!.

قلنا لا تفطّر!.

(4)

يجب أن تعلم أنك تدخل امتحانا!، فإما أن تهزمك شهوتك و«شبهتك»، أو تثبت أنك إنسان.

الأمر ليس متعلقًا بالطعام والسرير، بل هي قاعة فرز، ومقاعد اختبار أنيقة وجميلة.. وصحية!.

(5)

لن أثير لديك «البارانويا»، وسأطلب منك الدخول إلى مواقع المجلات الطبية العالمية المعتمدة لقراءة الأبحاث والدراسات حول «الصيام الدوري» ومدى تأثيره الإيجابي على المناعة والوزن والساعة البيولوجية والخلايا والصحة العامة.

(6)

وقبل أن ينبري إليك، وعليك، مفكر من «زنقة الستات»، يستجدي إيجار الشقة، بتشكيكه في شرعية الصوم، وأهميته، يجب أن تدرك أنك منذ عام وأنت كسبع كاسر وجد قطيعًا من العجول بعد مسغبة، لذا فالوقت قد حان لتثبت «لك» أنك إنسان ذا بصر وبصيرة وقلب، يقود نفسه الأمّارة بالسوء، نحو الصبر، والقوة، والتطهير، لا «مسخًا» تقوده نفسه نحو إرضاء بطنه وفرجه، والله غني حليم.