رفع اقتراب شهر رمضان المبارك من حالات هروب العاملات المنزليات، وذلك ليس فقط نتيجة التوقعات بزيادة الأعباء خلال الشهر الفضيل، بل لأن كثيرًا من السماسرة والوسطاء الذين ينتمون لجنسيات العاملات ينشطون خلال هذه الفترة ويستغلون حاجة الأسر لعاملات، فيغرون العاملة بالهروب من عملها ويؤمنون لها المأوى ويأجرون خدماتها بالساعة للراغبين.

ورفعت الحاجة الماسة للعاملات خلال الشهر من الطلب عليهن، فزادت من أسعارهن.

ويشير كثيرون إلى أن سماسرة السوق السوداء للمتاجرة بالعمالة المنزلية هن في الغالب من النساء، أو المكاتب غير المتخصصة وغير المرخص لها.

حيلة زيادة الراتب

قبيل رمضان بفترة ترتفع حدة الضغوط التي تمارسها العاملات على الأسر لزيادة رواتبهن، ويجدن المساندة والتأليب من قبل أبناء جلدتهن، وكثيرًا ما تهرب عاملات منزليات في مثل هذا التوقيت، خصوصًا مع استعداد سمسارة السوق السوداء لتأمين تشغيلهن سريعًا لدى أسر بديلة بمبالغ كبيرة بنظام الساعات تارة، وبالنظام الشهري تارة أخرى.

وتظهر الحملات المكثفة التي تنظمها وزارة الداخلية لمتابعة وضبط مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، تلاعبًا مستمرًا للسماسرة، غير آبهين للعقوبات المترتبة بحقهم وتسترهم، حيث كشفت وزارة الداخلية أن المخالفين الذين تم ضبطهم في الحملات الأمنية المشتركة في مناطق المملكة بلغت خلال الأسبوع الماضي، 13.360 مخالفا منهم 7533 مخالفًا لنظام الإقامة، و1943 مخالفًا لنظام العمل.

4 أساليب للاحتيال

يلجأ سماسرة إلى أساليب مختلفة من الحيل لدفع العاملات المنزلية إلى الهرب، واستغلال حاجة الأسر لهن، خصوصًا مع زيادة تكاليف استقدام العاملات التي باتت تصل إلى 21 ألف ريال، مع فترات انتظار طويلة لحضورها.

وتلجأ العاملات الهاربة ومكاتب السماسرة، إلى أعذار مثل ضعف المقابل المادي، وزيادة الأعباء المنزلية، وزيادة ساعات العمل يوميًا، وعدم وجود وسيلة نقل لها من خلال حضورها إلى العمل يوميًا.

مندوبات للتسويق

تتواصل بعض الأسر السعودية الراغبة بالحصول على خدمات عاملة منزلية مع مندوبات للاستفسار بحثًا عن عاملة مؤقتة أو دائمة، وتعد العاملات الإثيوبيات الأكثر رواجًا في سوق السماسرة، حيث ترتفع أسعارهن، فيبلغ سعر العاملة الواحدة من 1800 إلى 2000 ريال، كشرط أساسي للعمل بأي شكل من الأشكال، فيما تروّج أخريات لبنات جلدتهن مقابل 200 إلى 300 ريال لساعة العمل الواحدة.

غضب الشغالة

تقول المواطنة أمل أحمد، إنها فوجئت بشكوى عاملتها الفلبينية، واكتشفت رسائل نصية في غير محلها تطلب فيها العاملة العودة إلى بلادها، مشيرة إلى أنها اكتشفت أن سر شكواها يعود إلى تواصل العاملة مع عاملات أخريات من نفس جنسيتها، حرضنها على طلب زيادة راتبها الشهري إلى 2000 ريال بزيادة 500 ريال عن راتبها الأساسي، معللة ذلك بزيادة نشاط العاملات في رمضان بالرغم من أنها لا تعمل عند عائلتها إلا منذ 4 أشهر فقط، مؤكدة أنها أبلغت مكتب الاستقدام بذلك، فتعاون معها ونبه العاملة إلى عدم التواصل مع عاملات أخريات.

وظيفة شهرية

قالت المعلمة صالحة محمد، إنها ترغب في الحصول على عاملة منزلية جديدة تعينها على مشقات منزلها، بعد هروب عاملتها السابقة، مشيرة إلى أنها تواصلت مع إحدى العاملات، إلا أنها طلبت مبلغًا وصل إلى 2000 ريال شهريًّا، وما زالت تواصل البحث للحصول على عاملة منزلية بسعر أقل.

استغلال كبير

أوضح المواطن محمد عبده أن تساهل كثير من الأسر بإيواء الخادمة الهاربة أو المخالفة، والاستجابة لرغبات السماسرة، أسهم في تفاقم ظاهرة الهروب المتكرر للعاملات، ورواج نشاط السماسرة الذين يستغلون حاجة المواطن لاستقدام العاملات، مؤكدًا أن التستر على المخالفات بحجة الأعباء المنزلية خاصة في شهر رمضان لن يعفي المواطن المتستر من العقوبات المترتبة في حال حدوث مشاكل.

حفظ الحقوق

أكد صاحب مكتب استقدام عبدالله إبراهيم، أن المكتب يضمن حقوق صاحب العمل إذا تغيبت العاملة، وأنه يجب على صاحب العمل أن يقوم بالإبلاغ عن العامل المتغيب حفاظًا على حقوقه، كما أنه يحق له التقدم بشكوى لدى أقرب فرع لجنة تسوية خلافات عمالة منزلية، وتقديم دعوى على العامل أو العاملة المتغيبة بعدم استكمال فترة العقد، مبينًا أنه في حال امتناع العاملة عن العمل يتم توفير بديلة لها، وهذا ما هو معمول به لديهم في المكتب، من خلال توفر الرجيع.