دعك منا نحن السعوديين، نحن شعب من المغرمين.

لكنني لا أبالغ إذا قلت بأن العالم بأسره يعيش حالة ترقب وتحليل وتدقيق لكل ما يقوله أو يفعله سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

تم اختياره -حفظه الله- شخصية العام في استطلاع للرأي أجرته قناة RT الروسية، وكان الأعلى شعبية بين زعماء العالم في استطلاع أجراه مركز أبحاث Lowy Institute الأسترالي.

إنه باختصار الرجل الذي تريد الشعوب أن تنتخبه دون أن تسأله عن برنامجه الانتخابي، ذلك أن محمد بن سلمان هو برنامج عمل متجسد بالأفعال المخلصة الدؤوبة لا بالوعود والشعارات.

نحتفل هذا العام 2022 بمرور خمس سنوات على بيعته المباركة بولاية العهد. ولعلها في تاريخ الأمم سنوات قلائل، لكنها بحسابات ولي العهد كانت كافية لإعادة هندسة البلاد والشعب والمستقبل.

واللافت أن الأمير محمد بن سلمان ليس مقلدا لأي مدرسة سياسية، بل هو مرجعية سياسية عصرية متفردة، وإن جاز التعبير هو سفير فوق المرحلة، كأنما وهبه الله إطلالة كاشفة على تفاصيل العالم.

هو سفير للدين الإسلامي، دعا مرارا للعودة للإسلام الوسطي وأعلن عن أهمية تنقية الموروث الإسلامي من الروايات الضعيفة مع الالتزام بما يوحد الصف ويجمع الكلمة، كما أوقف تيار التطرف الذي اختطف الإسلام لعقود خلت. وعمل بكل إخلاص على مد الجسور مع غير المسلمين فكان خير سفير للإسلام والإنسانية والسلام.

وهو أيضا سفير للسياسة السعودية، تمكن من ترتيب أوراق المنطقة وأعاد التموضع كلاعب سياسي مؤثر في السياسة الدولية، وانعكس هذا إيجابيا على مصالحنا الوطنية، فشهدنا رد العدوان الإيراني المزمن على بلادنا، وانكفاء الإرهاب وتجفيف منابعه، وكذلك شهدنا تقدم العلاقات الخليجية واحتواء الأزمات بالحكمة والحزم معا.

وهو كذلك سفير للاقتصاد السعودي، فهو صاحب الرؤية الوطنية يتحدث عنها وكأنه يراها متحققة أمامه، وقد انعكست خططه في مراحلها المبكرة على تعديل ميزان الاقتصاد وتوجيه الإنفاق وزيادة فرص الاستثمار، ولمس المواطنون هذا النمو والتحسن في انخفاض معدلات البطالة وزيادة نسبة تملك المساكن واتساع قطاعات الأعمال.

هو أيضا سفير الثقافة السعودية والوجه المشرف للسعوديين، لا تخلو أحاديثه للإعلام من تناول تاريخ البلاد العريق وقيمها الأصيلة والفخر بشعبها العظيم، ولا يكاد يمر له لقاء إلا ويشد على أيدي أبناء وطنه ويخبرهم أنهم موضع ثقته ومصدر اعتزازه، وأن تطلعاتهم هي ملهمة الرؤية ومادتها.

والأمير أيضا هو سفير الملكية السعودية النبيلة، قال متحدثا لمجلة أتلانتيك (ليس لدينا في السعودية مفهوم الدماء الملكية، وطريقتنا كأسرة مالكة هي خدمة الشعب والحفاظ على وحدته، فنحن جزء من الشعب)، هكذا عبر -حفظه الله- عن رؤية البيت الملكي السعودي لمسألة الحكم، وهي بلا شك رؤية فريدة تتماشى مع دستور البلاد وقيمها.

وختاما فإن ذكرى بيعة العهد العزيزة تتزامن مع مواسم الأعياد، ومناسبة لشكر الله سبحانه على الأعياد والحكم الرشيد والوطن السعيد.