عندما تستمع لحديث معشر الإعلاميين بشكل واسع تظن أن الجميع يمتلك شهادات متخصصة في علم القانون وبشكل يثير التساؤل. وتجلت تلك المؤشرات على خلاف قضية لاعب الهلال الدولي محمد كنو، وكانت أولى الإرهاصات من غرفة فض المنازعات التي لا تملك تثبيت القرارات، والأمر لا يتجاوز خطوة مبدئية، وفي مثل هذا الصخب ينبري سؤال هل من يتحدث عبر المنصات الإعلامية، ويكتب على صدر أعمدة الصحف يملكون الأرضية التي تجيز لهم التحدث عن هذا الجانب الدقيق، والأكيد «كل يغني على ليلاه»، وتلك مشكلة عريضة إذا كثر الطرح والتناول في قضايا متخصصة، وألبست ثياب ملونة، وهنا سيزداد الضجيج اللامبرر، ويعلو الهرج والمرج، لأن من يفهم ولا يفهم خاض في دهاليز أنظمة لا يمكن الخروج عن موادها، وتُسكن حالاتها حسب ما تنص عليه المادة، وبطريقة لا يعرف تفعيلها سوى المتخصصين في هذا المجال. وأمام تلك الحقيقة يتعين أن يكون الهدوء السائد في مثل تلك الحالات، وبذات الوقت لابد وأن تنطفئ الأجواء المشتعلة التي تهدف لتغيير مسار القضية، أخر التفاصيل كان رد الإدارة القانونية بالهلال، وتبقى الكلمة الأخيرة بحوزة لجنة التحكيم، ولا شك أن نادي الاتحاد مستفيد من هذه الزوبعة التي يمر بها أقرب منافسيه الهلال، الذي يعاني أيضا من إرهاق شديد يعتري لاعبيه، نتج عنها إصابة أبرز عناصره كويلار وقبله كارليو، علاوة على المفرج، وفي المقابل كانت مشاركة الوجه الواعد الجوير أشبه بالبلسم الذي أعطى لعشاق الأزرق ارتياحا كبيرا، علاوة على جاهزية عطيف الذي أطل بعد غيبة في لقاء ضمك، وتحولت المعادلة من خسارة لفوز كبير أيضا لا يمكن أن نغفل عن الجهود التي بذلها الظهيران عبدالحميد وناصر الدوسري، حيث قدما عطاء يفوق السلبية التي كان عليها البريك والشهراني، والأخير يحتاج للراحة والاستفادة من امكاناته في منتصف الميدان أو الظهير الأيمن، لأنه بات جلياً عدم الاستفادة من طلعاته الهجومية، وبذات الوقت يتسبب تركه لمركزه في ولوج أهداف تسكن المرمى الأزرق، والهلال سيعاني بشكل أكبر بسبب ضغط المباريات وحساسيتها، وربما أن ما يحدث يذكرنا بموسم 2019، ولقاء اليوم أمام الاتفاق سيحدد معالم كبيرة في هوية بطل الدوري، ويقيني سباق النقاط صعب، لأن طيب الذكر جاروليم فرط بكافة التفاصيل سلفاً، ولم يتبق سوى بارقة أمل ضيقة وكل شيء وارد في عالم المستديرة.