في 12 رمضان الماضي، دشن أمير القصيم، الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، مركز السياحة العلاجية في محافظة عنيزة، كمشروع رائد يتوافق مع رؤية 2030 وبرنامج جودة الحياة من خلال تحسين نمط المعيشة، وتوفير سبل الراحة والاستجمام والتأهيل والاستشفاء من خلال المدن الإنسانية والتأهيلية المتنوعة، بالاستفادة مما تملكه عنيزة من بنية تحتية تحلق بجناحي السياحة العلاجية، القائمة على الانتفاع والرعاية الطبية رفيعة المستوى، وعلى توفر المصادر الطبيعية للعلاج والاسترخاء والترفيه.

وضوح الهدف

تمتاز عنيزة بموقع جغرافي متوسط يضعها في قلب المملكة وعلى مسافة في المتناول من الدول المجاورة أيضا، وهي نقطة التقاء الطرق الرئيسة المتجهة من وإلى منطقة القصيم، ما ينعكس انخفاضا في القيمة الاستثمارية، وارتفاعا في العائد المالي مقارنة مع المدن الكبيرة.

ولعل توفر عنيزة على خدمات استشفائية وعلاجية رفيعة المستوى، وعلى بيئة نظيفة خالية من الملوثات، مع تنوعها الجغرافي، وارتباطها الطرقي مع بقية المدن والمحافظات والمطار ومحطة القطار ما يسهل الانتقال إليها ومنها، كما تتوفر على أماكن لائقة للإقامة والإيواء، وتحظى بخدمات إعاشة، وتتوفر كذلك على جملة مهرجانات سياحية جاذبة، وعلى حدائق ومنتزهات، ومتاحف، ومواقع تراثية، ومراكز شبابية ورياضية، وأسواق عامة وتجارية، الأمر الذي يجعلها مكانا مثاليا كمركز للسياحة العلاجية.

ويسهم الاستثمار في السياحة العلاجية في تقليل تكاليف العلاج ما يجعل المركز نقطة جذب هامة في هذا الجانب، وهو يؤمن الاستشفاء والاستجمام والترفيه في آنٍ واحد، ويسعد أفراد الأسرة بأقل التكاليف، كما يؤمن التغيير المطلوب في الأجواء لمرضى بعض الحالات النفسية، وهو في النهاية مورد اقتصادي ينعكس إيجابا على المحافظة.

مقومات مساندة

لا تقوم السياحة العلاجية فقط على المراكز الطبية وحدها، بل لا بد أن توفر منتجعا استشفائيا يوفر الإيواء والممشى الصحي ومطعم الغذاء الصحي والصالات الرياضية والجلسات والمناطق الخضراء للاسترخاء والترفيه ومجمع للطب البديل والتكميلي.

وإضافة لتميزها بمشافيها ومراكزها الطبية الحكومية والخاصة القائمة حاليا أو التي ستنفذ قريبا ومنها مستشفيات الملك سعود، والشفاء للتأهيل والرعاية المديدة، والنساء والولادة والأطفال، والحياة الوطني، ومدينة البترجي الطبية (المستشفى السعودي الألماني)، ومستشفى الدكتور سليمان الحبيب، إضافة إلى جملة مراكز طبية بينها مجموعة تابعة لجمعية عنيزة للخدمات الإنسانية «تأهيل»، وتمتلـك عنيـزة مجموعة رائعة مـن المعالم السياحية التي توفر لزائرها سواء مريضا أو مرافقا للاستمتاع بوقته على نحو مبهج، فهي تضم كثيرا من المزارات السياحية الجاذبة للزوار، مثل بيت البسام التاريخي ومدينة الغضا السياحية ومسجد الجوز ومسجد الخريزة ومنارة الجامع الكبير(جامع ابن عثيمين) وفلايح عنيــزة القديمة وحايط حركان التراثي وبئــر أم القبــور التراثية مــن العصــر العباســي، ومحمية الغضا وبحيرة العوشزية ومنتزهات الحاجب.

وتشهد المحافظة عددا من المهرجانات السياحية، التي يصل عددها إلى 12 مهرجانا تقام على مدار العام، أهمهــا مهرجانات الغضا وصيف عنيــزة وموســم عنيزة للتمــور، وألوان الربيع، ومهرجان ليالي رمضان وغيرها.

بنية متميزة

يعد توفر البنية التحتية القوية من أهم دعائم السياحة العلاجية، حيث تتوفر عنيزة على بنية تحتية تمتاز بعناصر السرعة والراحة والأمان والانتظام، مثل شبكات المياه الصالحة للشرب وشبكات الطـرق والصرف الصحي وتصريف ميـاه الأمطـار والاتصـال.

كما توفر كذلك منشآت الإيواء وإقامة السائحين وتشمل الفنادق والشاليهات والاستراحات والشــقق المفروشة، كما توفر خدمة الطعام في المطاعم والكافتيريات.

كما أولت بلدية عنيزة عناية خاصة للبنية التحتية للمواقع السياحية، حيث هيأت بنية مدينة الغضا السياحية، إضافة لبنية المدينة الغذائية وغيرها.

وتغطي عنيزة بشبكة رئيسة للطرق تربطها عبر طرق سريعة ببقية المحافظات والمناطق، كما أنها تبدو في موقع متميز على صعيد المسافات، فهي تبعد عن مكة المكرمة 876 كلم، وعن المدينة المنورة 470 كلم، وعن الرياض 330 كلم، وعن الدمام 725 كلم، وعن جدة 863 كلم، كما لا تزيد المسافة بينها وبين بقية محافظات منطقة القصيم عن 54 كلم.

كما تبعد عن الكويت 580 كلم، وعن الإمارات 1247 كلم، وعن البحرين 780 كلم، وعن عمان 2200 كلم.