مواسم الخير في وطننا الغالي تتوالى وتتجدد على مدار العام والحمد لله.. من تلك المواسم الأعياد مروراً بالعطلات بأنواعها، وما يتخللها من مناسبات سعيدة ومنها الأفراح.

لعلي في هذه العجالة أتحدث عن القوة الشرائية التي تصاحب هذه المواسم والمناسبات التي فيها يزداد الإقبال -خاصةً من الجانب النسائي - على شراء الملابس والمستلزمات النسائية، حتى وإن كانت بعض تلك المستلزمات والملابس النسائية موجودة في خزائن الملابس المنزلية، وعند استطلاع الأسباب لا تجد المبرر المنطقي لهذا الشراء المحموم إلاّ ما درج القول عليه كالمقولة الشهيرة (ثوبي شافوه الناس ما عاد أبغاه).

ولا أبالغ لوقلت إن من نسائنا لو حضرت جلسة قهوة ومكسّرات مع جاراتها بفستان جديد ربما لا تقبل بارتدائه أمامهن مرة أخرى، حتى الأثاث المنزلي طالته ثقافة الاستبدال مسايرةً للموضة أو تقليداً للغير، وإن كان ذلك الأثاث لا زال سليماً معافى، وكم رأينا من الأثاث في حالات جيدة ملقى في الشوارع بانتظار سيارة النفايات، ياليت نتصدق بما انتفت الحاجة إليه من أثاث وملابس على من تحالف عليهم الفقر والبؤس والحرمان وكثيراً ماهُم بيننا,

هذا التدافع الجماعي وراء ما يسمى بالموديلات والماركات وصرْعات الموضات التي صرعَت دَخْل كثير من الأسر، وجعلت العديد من البيوت يخيّم عليها شبح الديون والخلافات وعدم الاستقرار، نتيجة طموح المباهاة والمغالاة والمظاهر الجوفاء التي طالما أيضاً دفعت بالكثير لاقتناء أغلى المراكب بالتقسيط بلا ضرورة، وإنما هوى بريق المظاهر .

وقد فات على مثل هؤلاء أن الحياة لا تقاس بالمظاهر، وأن من تمام الخير الأخذ بالوسطية والاعتدال في الأمور كلها.

أنا لا أعمم ولكني أدعو إلى ترسيخ مفهوم ثقافة الترشيد في مشترياتنا بعقلانية وموضوعيّة، وتأجيل الكماليات والنظر للأولويات وأساسيات الحياة، بعيداً عن البخل والإسراف، وأن نكون بين ذلك قواما، باجتناب التبذير المذموم الذي يستنزف الدّخْل وينزع البركة ويُسهم في الغلاء وارتفاع الأسعار.

قد يتحفظ البعض خاصةً من بناتي وأخواتي النساء على ما ذهبت إليه، ولكنها تبقى وجهة نظر وتذكير لنفسي قبل غيري، فإن أصبت فما توفيقي إلاّبالله... وإن كانت الأخرى فالعفو عند الكرام مأمولُ.