لم يبق أحد في المملكة العربية السعودية ومحبيها حول العالم إلا وصفقوا وهلَّلوا وكبَّروا فرحاً بصقور سلمان أعضاء المنتخب السعودي المشارك في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة «آيسف 2022»، والذي أقيم في أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية خلال الفترة من 7 إلى 13 مايو الجاري، حيث حققوا إنجازاً غير مسبوق بالحصول على (22) جائزة منها (16) جائزة عالمية كبرى، و(6) جوائز عالمية خاصة من أصل (35) صقراً من صقور سلمان. وبهذا تكون المملكة قد احتلت المركز الثاني في هذه المسابقة المرموقة بين دول العشرين بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت نسبة الجوائز التي حققها الصقور السعوديون بالنسبة لعدد الفريق المشارك (62%).

إن هذا الإنجاز المدوي لصقور سلمان يدل وبوضوح أننا نملك رأس مال بشريا ليس له نظير فيما حولنا، وهو إشارة عالية الدلالة إلى أن طلابنا يملكون القدرة العقلية الفائقة والرغبة الجامحة نحو الإنجاز عندما تُتاح لهم الفرص للإبداع، وهو ما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين عبر مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ووزارة التعليم،وكانت رؤية (2030) الحلم الذي ينظر إليه الصقور، والطريق الذي سلكوه للوصول للقمة، هو الذي رسمه لهم مهندس الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.

وعند النظر في مثل هذه الإنجازات الرائعة يمكن أن نستنتج أنه يمكن أن يحقق طلابنا في باقي مدارسنا وجامعاتنا إنجازات مستمرة عندما تتغير النظرة إليهم، وتتغير الإستراتيجيات التي تبني جيل الابتكار، فمن المعلوم أن إعداد هؤلاء الصقور تم بطريقة علمية مدروسة، أسهمت في تفجير إمكاناتهم، وتحقيق المستهدفات التي وُضعت قبل المشاركة، وأصرَّ القائمون على إعداد الطلاب على أن يكون حضور الصقور لتحقيق الإنجاز والمنافسة بقوة مع أقوى النظم التعليمية في العالم، وليس لمجرد المشاركة فقط. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هؤلاء الثُّلة المباركة من الطالبات والطلاب هم نموذج مميز لزملائهم بالمدارس، فهم يملكون الكثير من المهارات التي يمكن أن ينقلوها لزملائهم، وذلك عبر عقد ورش عمل مشتركة لاستعراض تجربتهم، وكيفية تطوير إجراءات البحث العلمي بالمدارس لكي يرقى للمستويات العالمية التي تصنع العلماء الصغار، الذين يشكلون رأس المال البشري الذي يبني مؤسسات الوطن في المستقبل.

لقد عمل هؤلاء الصقور بجد ومثابرة، وكان وراءهم فريق عمل مميز أشرف عليهم، ودرَّبهم وساعدهم في خوض غمار المسابقة الأقوى عالمياً، وهم يستحقون منا كل شكر وتقدير ودعاء بالتوفيق المستمر، كما أننا نشد على أيديهم بالاستمرار بالعطاء الإبداعي، ومساعدة المزيد من الطلاب على الوصول لمنصات التتويج، والعمل المشترك مع المشرفين والمعلمين بمدارسنا لغرس ثقافة التميز، وتطوير ربط المناهج بالابتكار، وجعل خطوات البحث العلمي والتدريب عليها سمة التدريس بمدارسنا، والبعد عن التلقين واجترار المعلومات اللذين لا يتنتجان المبدعين ولا تُساعد على تطوير مهارات التفكير لدى طلابنا.

شكراً لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين هذه الرعاية التي مكنت صقور سلمان من اعتلاء منصات الإبداع، وإلى الأمام أيها الصقور، ونراكم علماء في المستقبل، تبنون الوطن وتحققون رؤيته بإذن الله.