قبل ثلاث سنوات كتبنا في مقال هذه العبارة:

«من الأمور الأخرى جودة المطار الذي هو واجهة البلد، كمثال مطار الملك عبدالعزيز بجدة الجديد، بني على أعلى المعايير لكن الأهم هم من يشغلون المطار، وأن تتغير العقلية والمعاملة، دون مبالغة أسوأ مطار زرته هو مطار جدة القديم، وتقريبا كل من أقابله وأعرفه يتفق أنه أسوأ المطارات، خصوصا المعاملة والخدمات وبعض العقليات التي فيه، إذا غيرنا المباني ولم نغير الناس والعقليات فكأن شيئا لم يحدث!».

والآن بعد ثلاث سنوات ماذا تغير؟!

وها نحن نرى أزمة ومشكلة ازدحام مطار جدة الأخيرة وحديث الإعلام والناس!

بل أزيدكم من الشعر بيتا قبل 8 سنوات كتبنا عن المطارات وقلنا «ولو (لا قدر الله) أديرت المطارات الجديدة بالعقلية الحالية نفسها لما استفدنا شيئاً وكأنك يا بوزيد ما غزيت!».

الموضوع ليس إنشاء لجنة أو تغيير مدير وستحل كل المشاكل!!!، المشكلة كانت موجودة ومعلومة منذ سنوات لكن الآن تحركت بعض الجهات، بما أنه أصبح الناس والإعلام يشتكون من وضع وخدمة المطار! فهو يشبه رد الفعل أكثر من أنه حل مؤسساتي نتيجة تقييم مستمر وإصلاح للأخطاء!

رغم كل الوقت لسنوات، وكل الدعم والمطار الذي بني على أحدث طراز وتكنولوجيا، وكلف عشرات المليارات لكن لم تحل مشكلة الإدارة؟!

الآن لنذهب إلى نقطة أخرى وسؤال أهم من كل ما ذكر سابقا وهو: أطلقت وزارة النقل السعودية، الإستراتيجية الوطنية للطيران التي تستهدف 250 وجهة مباشرة من وإلى مطارات المملكة، وتدشين ناقل جوي جديد، ومضاعفة الحركة الجوية إلى 3 أضعاف، وسيساهم هذا بتحويل المملكة إلى مركز للطيران العالمي وباستقطاب 330 مليون مسافر بحلول 2030.

لو سألتنا من وجهة نظر شخصية، هل السعودية لديها الإمكانات والقدرات والموقع الجغرافي لتكون مركز سفر عالميا وتصل إلى مئات الملايين من المسافرين، سنقول لك نعم المملكة شبه قارة ولديها الإمكانات والموقع الإستراتيجي، لكن لو سألتنا هل بعض العقليات وبعض الإدارات التي تسببت في مشاكل مطار جدة وفي عدم تحسين مشاكل النقل الجوي لدينا منذ سنوات قادرة على الوصول إلى أهداف الإستراتيجية الوطنية للطيران؟ فإننا سنقول لك إنا نشك في ذلك!

صعبٌ أن تتوقع من الذي لا يستطيع إدارة ملف النقل منذ سنوات أن يبدع في الملفات والأهداف الكبرى المستقبلية!

ودائما وأبدا البشر أهم من الحجر والحديد، مهما بنيت أو جددت مطارات وأحضرت أحدث الطائرات الإدارة البشرية هي عامل التفوق الأهم!

ربما ذكرتها أكثر من مرة وأؤمن بمقولة الدكتور غازي القصيبي «محاولة تطبيق أفكار جديدة بواسطة رجال يعتنقون أفكارا قديمة هي مضيعة للجهد والوقت».

وبما أن الكاتب بدوي سأرجع إلى أبيات قيلت قبل مئات السنين للشاعرة الكبيرة مويضي البرازية:

اللي يتيه الليل يرجي النهارا

واللي يتيه القايلة من يقديه