(1)

تطلب مني «طفلتي» - وحيدتي حتى الآن - في الأماكن العامة أن «أطاردها» حيث تلعب دور «الحرامي» بينما ألعبُ دور «الشرطي»، زوجتي تقول: هذا لا يليق بكاتب في صحيفة مرموقة، وهي لا تعلم أنني أفعل ذلك وأنا في قمة سعادتي، أبدو كـ«كبير الفيلة» وهو يطارد «قطة»، ولكن هذا لا يهم، المهم شخصية طفلتي، وصحتها النفسية، وسعادتها!.

(2)


قالت دورية (Current Biology) إن باحثين من جامعة «إنديانا» توصلوا إلى أن الأطفال المصابين بالتوحد يُبدون اهتمامًا مشتركًا أثناء اللعب مع أحد الوالدين، وهو ما يخلق فرصة جديدةً لدراسة اضطراب التوحُّد، قلت إنه «يجب» على الوالدين مشاركة أطفالهم بغض النظر عن حالتهم الصحية، لأنني على يقين أن ذلك يسهم في تنمية شخصياتهم، وتقوية «الاتصال» بين الأبوين والذرية.

(3)

اللعب مع الأطفال سواء كان تعليميا أم علاجيًا، يسهم بشكل مباشر في تنمية شخصية الطفل، وبالتالي أسرة صحية، لا بد من 15 دقيقة تقتطعها من اليوم لمشاركة الطفل لعبه وهمومه وأفكاره.

(4)

حتى آبائنا، وربما آباءهم، كانوا يشاركون أطفالهم ألعابهم في الغالب، رغم صرامة الشخصية، وكبريائهم، وطبيعة الحياة التي «تستنقص» من يقوم بذلك، ومن يقرأ هذا المقال على أبيه، لـ«عبس» الأب وتولى، وقال حاشا لله ما هذا إلا جاهل!.

(5)

الوالدان اليوم في وضع مختلف، فلا جيل ينتقص ذلك، ناهيك عن «لياقة» الآباء، ومرونتهم، وإدراكهم لأهمية النزول إلى مستوى الطفل، وخطورة جفاف العلاقة، ومجافاتهم، والتذرع بالعمل وضغوطه، العمل الذي يرميك بمجرد اكتمال «الشيب»، حينها ستعود لأولادك، وجُّل ما أخشاه أن يكونوا حينها يجهلونك!.