أعلنت وزارة التعليم اعتماد عدد ساعات التطوع الإلزامية للتخرج في المرحلة الثانوية، ويأتي هذا الإعلان تتويجا للبرامج الهادفة لترسيخ ثقافة التطوع في الميدان التعليمي، وهي ثقافة حرصت الوزارة منذ سنوات على نشرها وتفعيلها ضمن خطط الأنشطة اللا صفية في المدارس.

يعرف التطوع بأنه الجهد الذي يبذله الإنسان لتحمل مسؤولية اجتماعية والإسهام في أعمال تخدم الصالح العام.

ولا شك أن للعمل التطوعي أهمية كبرى خصوصاً في الفئة العمرية التي استهدفها قرار التعليم، وهي الفئة الشابة التي تقف على أبواب المستقبل ويعول عليها في تحقيق الرؤية الوطنية الشاملة.


يساعد العمل التطوعي على تنمية الشعور بالانتماء للمجتمع والانخراط في خدمة الوطن إضافة لما يوفره العمل التطوعي للطلبة من معرفة بالأنظمة والقوانين والاحتكاك المباشر مع الحياة ومجالات الأعمال، ومن جهة أخرى فالعمل التطوعي يصقل شخصية المتطوع ويعزز لديه مهارات الاتصال والقدرة على بناء العلاقات، كما يساعده على اكتشاف شغفه ومواهبه والمجالات التي يبرع فيها وقد يتوجه لها في المستقبل، وكذلك يساعد التطوع على تهذيب السمات الإنسانية لدى المتعلم ليكون مثقفا متواضعا قادرا على الإلمام باحتياجات الآخرين ومطلعا على مختلف الثقافات والتقاليد.

بقي أن نقول لمن لا يعرف إن نسبة كبيرة جدا من طلابنا وطالباتنا في التعليم العام مهتمون أصلا بالعمل التطوعي، ولديهم تجارب تطوعية سابقة وعدد كبير منهم لديه بالفعل ساعات مسجلة على مختلف منصات التطوع الوطنية، هذا إضافة إلى الأعمال التطوعية غير المسجلة التي يقومون بها داخل وخارج مدارسهم خلال المواسم الدينية أو المناسبات الوطنية أو الأحداث الطارئة، مما يجعل قرار الوزارة بتسجيل هذه الأعمال كساعات معتمدة للتخرج بمثابة توثيق وتقدير لجهود الطلبة ودفع باتجاه أن يكون عملهم أكثر تميزا وتنظيما.

ختاما فقد وعت المجتمعات البشرية أن التطوع بشكل عام يسهم في ارتفاع معايير الأفراد الأخلاقية والإنسانية، فحرصت كثير من الدول على ترسيخ العمل التطوعي ضمن قوانينها وأنظمتها الاجتماعية.

كما يعد التطوع في أعمال الخير ترجمة لمبادئ إسلامية عظيمة تتمثل في العطاء والبذل والتعاون على البر ومساعدة المحتاجين.