انضم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى قائمة طويلة من سياسيين وقادة استخدموا الشتائم والإهانات في خطبهم وأحاديثهم السياسية المعلنة، حيث تهكم في الأسبوع الماضي على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوله: «لو كان امرأة، وهو ليس كذلك كما هو واضح، لما شن حربًا على أوكرانيا»، وهو ما أثار ردًا فوريًا من الروس الذين ساءهم هذا الوصف.

قبيل جونسون، أطلقت رئيسة حزب إيطالي سيلا من الانتقادات ضد الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، وذلك في فيديو تم تداوله على نطاق واسع مع خطأ توصيف رئيسة الحزب الذين ظن كثيرون أنها رئيسة إيطاليا.

وقبلهما أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب كثيرًا من الإهانات والأوصاف المشينة بحق آخرين، كما تحفل سجلات التاريخ الحديث (ربما في الـ50 سنة الماضية) بقصص كثيرة من هذا النوع.

ومقابل ترفع بعض الساسة عن إطلاق الألفاظ البذيئة، يغرق آخرون في تردادها، كأنهم يؤكدون على أن كل شيء في السياسة مباح.

ويفسر أخصائيون نفسيون الشتم بأنه وسيلة يلجأ إليها الجسم حين يمتلئ بالغضب الشديد كنوع من التسرية أو المحاولة لتخفيف الحنق أو تسريبه وتسكينه. لو كان امرأة

قال جونسون لشبكة التليفزيون الألمانية «زي دي اف» منتصف الأسبوع الماضي «لو كان بوتين امرأة، وهو ليس كذلك كما هو واضح، فأنا لا أظن أنه كان سيشن هذه الحرب الذكورية المجنونة»، حرب «عنيفة تهدف إلى اجتياح» أوكرانيا،

وأضاف في ختام قمة مجموعة السبع في ألمانيا أن إطلاق هذه الحرب من قبل روسيا هو «مثال ممتاز على ذكورية سامة».

وسخرت السلطات الروسية من تصريحات جونسون، وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن «سيجموند فرويد كان سيغتبط في حياته لو حظي بمثل هذا الموضوع لإجراء أبحاث عليه».

من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تطبيق تليجرام إن «بوريس جونسون لديه مخيلة شقية، ما عساهم فعلوا القادة السبعة معا؟»، في إشارة إلى قمة زعماء القوى الرئيسة في مجموعة السبع، وفي مقابلته للقناة الألمانية، دعا جونسون بشكل عام إلى تعليم أفضل للفتيات حول العالم وإلى تعيين مزيد من «النساء في مناصب القرار».

ميلوني الغاضبة

بدورها، وصفت جورجيا ميلوني رئيسة حزب إخوة إيطاليا، وهي التي كانت أصغر وزيرة في الحكومة الإيطالية في عهد بيرلسكوني، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ«المقرف»، وقالت: «هل هذا واضح يا ماكرون، لن نقبل منكم دروسًا، لا تأتي لتقدم لنا دروسًا في حين أنكم تستخرجون 30% من اليورانيوم اللازم لتشغيل مفاعلات فرنسا من النيجر، بينما 90% من سكان النيجر يعيشون بلا كهرباء، لقد قصفتم ليبيا فقط لأنكم لم تريدوا أن تتمع إيطاليا بعلاقات جيدة مع القذافي.. تستغلون الأطفال في المناجم، وتسكّون العملة لـ14 بلدًا أفريقيًا، وتفرضون عليهم رسومًا إجبارية. فرنسا واستغلالها لأفريقيا سبب كبير في هجر الأفارقة لقارتهم وتوجههم نحو أوروبا، فالحل ليس إعادة الأفارقة إلى بلادهم، بل إخراج بعض الأوروبيين من أفريقيا، أنت هو المُقرف يا ماكرون، أنت من يستحق أن يوصف بعديم المسؤولية وليس نحن»، وكان ماكرون قد وصف الإيطاليين بـ«غير المسؤولين والمقرفين».

ويسيطر حزب إخوة إيطاليا أعلى 20% من القاعدة الانتخابية في البلاد، وتتخذ ميلوني موقفًا صارمًا من اللاجئين، وسبق في يوليو الماضي أن أرسلت سفينة إنقاذ فرنسية طلبًا لروما من أجل استضافة 600 مهاجر غير شرعي استطاعت السفينة أن تنقذهم من الغرق، لكن السلطات الإيطالية طلبت وقتًا للتشارو، وسبقت ميلوني الجميع وقالت إنه على السفينة أن تتوجه إلى ميناء مارسيليا الفرنسي، وإن إيطاليا ليست مخيما للاجئين، وإنها كذلك ليست مستعمرة فرنسية أو ألمانية.

أوصاف ترمب

كثيرًا ما ذهب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب نحو إطلاق أوصاف تبدو قاسية في أحاديثه، فقد سبق له أن وصف الرئيس السوري بشار الأسد بـ«الشرير» و«الحيوان»، خلال مقابلة له مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية.

وتلقى الأسد أوصافًا مماثلة حتى من سياسيين وليس قادة دول، حيث وصفه زعيم «الحزب التقدمي الاشتراكي» في لبنان وليد جنبلاط، الأسد، بـ«القرد» و«الأفعى»، و«الوحش»، خلال الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية، رفيق الحريري، وقال «يا طاغية دمشق، يا قردًا لم تعرفه الطبيعة، يا أفعى هربت منه الأفاعي، يا حوتًا لفظته البحار، يا وحشًا من وحوش البحار، يا مخلوقًا من أنصاف الرجال، يا منتجًا إسرائيليًا على أشلاء الجنوب وأهل الجنوب»، وأكمل «يا كذابًا وحجاجًا في العراق، ومجرمًا وسفاحًا في سورية ولبنان».

تصعيد غريب

في 2016 صعّد الرئيس الفيلبيني رودريجو دوتيرتي، الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، ووصفه وصفًا خارجًا جدًا، حيث أطلق عليه «ابن العاهرة»، وذلك خلال مؤتمر صحافي، حيث قيل له إن أوباما سيسأله عن حربه على المخدرات، فقال: «عليك احترام الآخرين.. يا ابن العاهرة.. سألعنك خلال المنتدى، ستتمرغ في الوحل مثل خنزيرين إذا فعلت ذلك بي»، وتمادى دوتيرتي أكثر بعد شهر واحد فقط، حيث قال في خطاب له موجهًا كلامه إلى أوباما «يمكنك الذهاب إلى الجحيم».

زعماء يتبادلون التراشق

تراشق ترمب بألفاظ مهينة مع الرئيس الكوري الشمالي، ووصف بـ«المعتوه»، لكن الأخير رد عليه ووصفه بأنه «الأمريكي الخرف المختل عقليا».

وفتح الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند نار شتائم بالجملة، فوصف الرئيس الأمريكي أوباما بـ«أنه غير كفء»، ورئيس الوزراء الإسباني بـ«ينقصه الذكاء»، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها «لا تفهم».

وقبل هولاند، وجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك إهانة للإنجليز، وقال: «لا يمكنك أن تؤمن لأشخاص طبخهم سيئ، الإنجليز لم يجلبوا لأوروبا غير جنون البقر».

جزمة وكلب وعلوج

خلال رد للرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر على شتيمة هيئة الإذاعة البريطانية له في أحد تقاريرها عام 1962، حيث وصفته بـ«الكلب»، قال خلال خطاب «نقدر نضربهم بالجزمة ونشتمهم من أكبر واحد لأصغر واحد».

وتابع «منقلهم إنتوا ولاد ستين كلب».

من جانبه، وصف وزير الإعلام العراقي الأسبق محمد سعيد الصحاف الجنود الأمريكيين الذين كانوا يطبقون على بغداد، حيث أسقطوا حكم الرئيس الأسبق صدام حسين بـ«الأوغاد»، كما استخدم وصفًا خاصًا حفظه كثيرون عنه، وهو «العلوج».

الطفل السمين

في مقابلة له على قناة (MSNBC) وصف السيناتور الأمريكي جون ماكين، الرئيس الكوري الشمالي بـ«هذا الطفل السمين والمجنون الذي يحكم كوريا الشمالية»، وكاد ذلك الوصف يؤدي إلى نتائج وخيمة، حيث أعلن الكوريون الشماليون أن ذلك الوصف يعد استفزازًا يقترب من إعلان حرب.

جونسون يهين بوتين ويقول «لو كان امرأة».

ميلوني تصف ماكرون بـ«المقرف».

ماكرون يصف الطليان بـ«غير المسؤولين والمقرفين».

عبدالناصر لهيئة الإذاعة البريطانية «انتو لاود ستين كلب».

ترمب يصف الأسد بـ«الشريرة والحيوان».

دوتيرتي لأوباما: «يا ابن العاهرة».