آراء الأفراد هي نتيجة لخليط المستوى التعليمي والثقافي والبيئة المحيطة، والظروف الخاصة للفرد أيضا تلعب دورا كبيرا في طبيعة هذه الأفكار، وإن تمحورت حول موضوع معين، أصبح شغله الشاغل، يتحدث عنها، ويشارك في كل نقاش يتعلق بالموضوع الذي يشغل عقله، وعليه.. من الطبيعي أن تكون هناك آراء خاطئة كثيرة، وآراء ليست لها ركيزة منطقية، وإنما مرجعها عاطفي، وآراء من نوايا تخريبية وغيرها، نتفق أنه يجب علينا الحزم بشدة ضد الآراء التخريبية، والتي تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار، لكن السؤال، هل يجب علينا كتم صوت أصحاب الآراء الخاطئة وغير المنطقية، كما تفعل التيارات المختلفة ببعضها؟

كتم الآراء الخاطئة دون استفزاز أصحابها بالنقاش، قد يزيد من عدد معتنقيها، والاستمرار في تصديقها حتى يتم تقديسها، أما الأفكار غير المنطقية ذات المرجع العاطفي، تحتاج لنقاش مستمر حتى تثبت في الكفة المناسبة، بالنقاش الصريح لكل جوانب هذه الأفكار ذات المنشأ العاطفي، سيظهر لدينا أسباب دوافعنا العاطفية لاعتقادها، والتي غالبا تكون خللا نفسيا يحتاج تقويما، هذه العملية الثقافية -النقاش- ستولد أفكارا جديدة أيضا من شأنها تحسين الخلق البشري وتقويم القانون الوضعي.

وغير صحيح ما يقال أن السماح بنقاش الآراء الخاطئة يعزز انتشارها، بل العكس، عندما تسمح بنقاش رأي من قبل «رافضيه»، سيصبح - الرأي - في اختبار إثبات الصحة، وأي رأي خاطئ، سيسقط أمام أبسط رأي مخالف له، وأي رأي جيّد، سيزيد ثباته أمام كل الآراء المخالفة له بجميع أشكالها، أما الآراء التي تمس أمن الوطن، يجب الرد عليها بحزم.

أخيرا..

لا أعلم لماذا يخاف البعض نقاش أفكارهم ومعتقداتهم الثقافية، هل هم يعلمون سوء أفكارهم ولا يريدون فضحها بالنقاش؟ أم أنهم قدسّوا ما اعتقدوا به وأصبحوا كمن أعشى عينيه الرماد؟