يبلغ عدد المسلمين حاليًا حوالي 109 مليارات نسمة ويعد الإسلام ثاني أكبر الديانات بالعالم بعد المسيحية، ومن المتوقع أن يصبح المسلمون أكثر مجموعة دينية عالمية في بضعة سنوات، وذلك للانتشار المستمر وزيادة نسبة المواليد بالعالم الإسلامي.

وتعد رابطة العالم الإسلامي التي تأسست قبل 6 عقود أكبر المؤسسات بالعالم الإسلامي وتعني بسبيل الدعوة وشرح مبادئه وتعاليمه وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الديانة العظيمة، وبرز الدور الإيجابي والعظيم لرابطة العالم الإسلامي مؤخرًا بفترة رئاسة العالم الجليل الدكتور محمد العيسى والذي استطاع بحنكته وذكائه إبراز دور الرابطة وتوحيد جهودها وإبراز اسمها كرابطة تمثل الاعتدال الإسلامي وتنزع الخوف المتراكم بالغرب أو ما يعرف بـ (الإسلامو فوبيا) وقد كان.. ومن أبرز إنجازات رابطة العالم الإسلامي مؤخرًا، توقيع وثيقة مكة المكرمة والتي جمعت علماء المسلمين (باختلاف المذاهب) في حدث تاريخي، حيث دعت تلك الوثيقة إلى تحقيق السلام وحفظ قيم الوسطية والاعتدال في البلدان الإسلامية، ونصت على مكافحة الإرهاب، ودعم التعايش بين الثقافات والأعراق والمذاهب المختلفة في العالم الإسلامي. أقرّ الوثيقة عدد ضخم من علماء المسلمين يقدر عددهم بـ 1200 شخصية إسلامية من 139 دولة في تناغم يندر حدوثه. ولا ننسى أنها الوثيقة الوحيدة منذ وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي جمعت علماء المسلمين ووحدت مواقفهم ورؤيتهم وخطابهم بالقضايا المعاصرة.

وبان جليًا مقدار الأثر الكبير الذي بذله العيسى بالتغيير وإظهار الإسلام بالصورة المعتدلة والوسطية والدعوة بالحسنى، وليس بالوعيد واللعنات والثبور وهي اللغة اللي تعود على طرحها (سابقًا) جل علماء المسلمين، ولا أرى كيف يعتقد البعض أن تسهم تلك اللغة في نشر الإسلام خاصة بين الشعوب المتحضرة!!

ونتيجة لذلك المنهج المعتدل والخروج عن مسارات الغلو فقد رأينا الهجمة الشرسة من (قوى الظلام) ومن المعسكر المتشدد ضد سماحة الشيخ العيسى خاصة قبل خطبة عرفة وقيامهم بفبركة القصص المضحكة التي لا تنطلي إلا على فاقدي العقل، ومن تلك القصص إنه صلى الجنازة على ذكرى ضحايا الهولوكوست، ولعل كل متعقل ومفكر يرى صور تلك الزيارة فسوف يعلم أن صلاة الجنازة لا ركوع فيها ولا سجود، وأن الشيخ الفاضل قام بأمامة أكثر من 75 عالمًا إسلاميًا لجمع صلاتي الظهر والعصر.

وكلي ثقة أن تلك الجهود النيرة من الدكتور العيسى ورابطة العالم الإسلامي سوف تقود إلى تخفيف الضغوط والاضطهاد الذي يعاني منه المسلمون في أصقاع العالم، وكم نحتاج تلك القوة الناعمة التي تتنامى مع مرور الوقت. ويكفي الدكتور العيسى وصحبه من الأخبار، دعم القيادة السعودية الحكيمة لجهودهم الخيرة، وعليهم الصبر على أذى المتنمرين الذين عاشوا ردحًا من الزمن بشعار (أن لم تكن معي فأنت ضدي)، ونذكرهم بما ما قاله بن حزم الأندلسي «من تصدر لخدمة العامة، فلا بد أن يتصدق ببعض من عرضه على الناس، لأنه لا محالة مشتوم، حتى إن واصل الليل بالنهار».