جرت العادة ألا نكتب عن الموضوع نفسه، خلال أسابيع، لكن هذه المرة نعتقد أن الموضوع مهم أن يطرق مرة أخرى.

لو سألتكم سؤالًا غريبًا، من الفئة من المواطنين التي تشيل هم المناسبات والأعياد، مع أنها قد تكون مناسبات فرح، لكنهم يشعرون بالأسى من ضيق الحال وقصر اليد.

الآن افتتاح المدارس، وما أدراك عن العودة للمدارس ومتطلباتها الكثيرة جدًا، ومصاريف ترهق رب العائلة، فما بالك عندما يكون رب العائلة حارس أمن (سيكورتي)، راتبه هزيل جدًا لا يكفي لتوفير المتطلبات؟.

حال حراس الأمن مشكلة تحتاج حلولا سريعة، بعد المقال الأول -قبل أسابيع- عن حراس الأمن، سمعت قصصًا حزينة جدًا عن وضعهم، إن أسوأ موقف يمر به رب الأسرة، أن يرى أفراد عائلته يحتاجون أمورًا قد تكون أساسية وفي الوقت نفسه يشعر بالعجز ألا يلبي مطالبهم، إنه أمر شعور مر قد يعيشه الرجل –أبعدنا الله عن هذا الإحساس- يشبه شعور العجز، وقد يكون قهرًا ألا يلبي متطالبات العائلة مع رواتب قد تصل 3500 ريالا، مع موجة الغلاءالعالمية الحالية.

هل تعرفون أن حراس الأمن محرومون من أمور كثيرة، قد يكون العامل العادي يحصلها؟، السعوديون بطبيعتهم كرماء؛ لذلك عندما يأخذ العامل سلة المشتريات للسيارة، جرت العادة أن يتم تكريمه ببضع ريالات عن طيب خاطر، في اليوم الواحد وربما في الشهر يجمع آلافًا، لكن حارس الأمن بما أنه سعودي جرت العادة في المجتمع ألا يعطى شيئًا.

الحلول عديدة، قد يكون منها، إنشاء صندوق لدعم حراس الأمن، على ألا يؤثر ذلك في رواتبهم؛ لأن بعض أصحاب الشركات الأمنية إذا علموا بدعمهم احتمال ينقصون رواتبهم أكثر مما هي قليلة، وبعض أصحاب الشركات الأمنية يكون عقده مع المنشآت أو المول بالشيء الفلاني، ولا يعطي الحراس إلا الفتات.. لماذا لا يوضع مبلغ رمزي تدفعه المحلات مثلاً في المولات كجزء من الإيجار والخدمات، ويحول إلى حراس الأمن بشكل مباشر دون المرور بالشركات الأمنية، ودون تأثير في رواتبهم من الشركات، لأن بعض الشركات الأمنية لو كان بيدها لمصت دم النمل كما يقال في المثل!

لا أعرف لماذا لا تتحرك وزارة الموارد البشرية تحركًا عاجلا ملحوظًا لحل بعض مشاكل حراس الأمن؟ لا أعلم.

قد تكون لديهم أولويات، أو خطط لا نعلم عنها، لكن إلى أن يتم التحرك بفعالية، ستبقى المعاناة مستمرة، وقد يستمرون يشعرون بالضيق مع كل مناسبة عكس بقية الناس!