الإبل جزء لا يتجزأ من تراثنا وثقافتنا السعودية، لها محبوها الذين يعتنون بتربيتها والتنافس في سباقاتها، ولما للإبل من اهتمام بالغ لدى السعوديين فقد تم تأسيس نادي للإبل يشرف على كل ما يتعلق بها من الرعاية وعقد المسابقات. كما تقام مسابقات خاصة لما يعرف بالمزايين من الإبل، وهي نوع مميز من الإبل له حضوره الشغوف به كما تستثمر الملايين في هذه الهواية.

وربما لا يعرف البعض أن تحديد الإبل المزايين من غيرها مازال يعتمد على (أهل النظر)، بمعنى أنه يخضع لخبرات أشخاص لديهم نظرة في الإبل يتم بناء عليها تصنيفها كمزايين أو لا.

لكن الاعتماد الكامل على (أهل النظر) لا يكفي اليوم، وله سلبيات، منها أنه يهدد باندثار الهواية بعد جيل أو جيلين كلما قل عدد الأشخاص أصحاب الخبرة، إضافة إلى أن أهل النظر لا يعملون بصفة رسمية وليس لديهم تصاريح خاصة تخبر بأنهم على التعيين أصحاب اختصاص، وهذا قد يوقع الكثيرين في مأزق الغش الناتج عن جهلهم بمواصفات المزايين.

ومن جهة أخرى فإن هذه الهواية يتعامل أصحابها أحيانا بمبالغ نقدية تصل لملايين الريالات، وقد تكون بهذا من البيئات المناسبة لعمليات غسيل الأموال، ببساطة عندما يتم شراء إبل عادية بملايين على أنها مزايين، فإن البائع أوجد سببا مشروعا لإدخال المال للنظام المصرفي دون معرفة حقيقية للإبل المشتراة، وهل تستحق فعلا هذا الثمن.

أقترح علاج هذه الإشكاليات عن طريق تصميم دليل إرشادي لمزايين الإبل يحتوي آراء (أهل النظر) ومعاييرهم الدقيقة، كما يعين السلالات المعروفة للمزايين ومواصفات كل سلالة بوضع سجل رسمي لها تصدر من خلاله شهادة اعتراف بالسلالة الأصيلة.

والطريقة الثانية تعتمد على تطوير تقنية ترقيم الإبل المتوافرة لدى وزارة البيئة والمياه والزراعة، حيث يتم زراعة شريحة خاصة تحتوي على المعلومات الخاصة بكل إبل وفي حالة المزايين يكون لهم ترقيم خاص بهم غير المتوافر حاليا، ولعل هذه الشريحة بنوعيها للإبل العادية والمزايين تقوم محل الوسوم التي تم منعها مؤخرا لما فيها من إيذاء للحيوان، هذه الشريحة تساعد في معرفة مكان الإبل ونوعها وتصنيفها.

كما أنه من المهم جدا تنظيم سوق بيع المزايين لتكون عبر منصات إلكترونية وعقود يتم توثيقها إلكترونيا، ولا يسمح بالبيع خارج المنصات المعتمدة، لتسهيل متابعة هذه التجارة المنتعشة بين عدد كبير من المواطنين.