خرجت الأخبار بأن فرنسا ستقطع إمدادات الكهرباء عن إيطاليا هذا الشتاء، حيث إنها ستستخدمها لنفسها! طبعًا الاتحاد الأوروبي لدول الموز -كما نطلق عليه- هو اتحاد يتخلى عن أعضائه في كل أزمة، وطبعًا إيطاليا كالعادة ضحية، فهي لم تشف جراحها بعد، منذ أن تخلت عنها دول الاتحاد الأوروبي أثناء أزمة كورونا، وشالت الحمل الثقيل إيطاليا من وفيات وانهيار للنظام الصحي، هذا غير سرقة المعدات والمستلزمات الطبية بين بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي وبعضهم البعض، والآن يريدون أن يتجمد الإيطاليون في هذا الشتاء!.

وبما أن الاتحاد الأوروبي يتخلى عن إيطاليا في كل أزمة، لِمَ لا تفكر إيطاليا بتقديم طلب عضوية لمجلس التعاون يمكن يصير لها نصيب حتى لو مراقب، على الأقل تعتمد على اتحاد خليجي يُعتمد عليه في الأزمات، ولا يرمون أصدقاءهم تحت الباص، كما يفعل الأوروبيون والأمريكيون أثناء الأزمات!، لكن مقال اليوم يتكلم عن عضو آخر في الاتحاد الأوروبي، وهو ألمانيا.. وما أدارك ما ألمانيا!.

يعتقد البعض أننا لا نستحب لألمانيا، وكتبنا حوالي عشرة مقالات عن ألمانيا، والحقيقة لا أمتلك أي كراهية لألمانيا كشعب، ولكن أكره السياسة الألمانية المقيتة التي تعشق ملالي طهران، وتقدم المصالح الإيرانية عن الخليج، رغم أن المصالح والعلاقات التجارية بين الخليج وألمانيا عشرات أضعاف العلاقة بينها والنظام الإيراني! لكن ألمانيا مغرمة وتأخذ الجانب الإيراني!.

الآن نسمع تصريحات من بعض المسئولين الألمان أن ألمانيا وعت وتغيرت نظرتها، وأن هناك (نقطة تحول) ومراجعة للسياسة الألمانية في المنطقة، كل هذا الكلام الفاضي الذي لا يسمن ولا يغني، وهناك أيضا تصريح «علينا أن نقبل بعض الاتهامات الموجهة إلينا من الدول الخليجية، فنحن لم نفهم التهديد الإيراني في المنطقة».

كل هذا الكلام أعتقد للاستهلاك الإعلامي وشنشنة نعرفها من أخزم!، وبسب زيارة المستشار الألماني للمنطقة؛ لعل وعسى يحصل على شيء، مع أن غيره من الزعماء الغربيين أتى للمنطقة ورجع بخفي حنين، وهذه السوالف في الإعلام لا تغير من الحال شيئًا!.

نحن نعرف ألمانيا والنفاق الغربي، ألمانيا كانت تقول لا أرسل سلاحًا لمنطقة نزاعات، والآن أرسلت حتى أسلحة جيشها لأوكرانيا، هذا النفاق الغربي يذكرنا بنفاق المناخ، كان يتغنون بالتغيير المناخي، والآن يجب حظر النفط، والآن يستخدمون الفحم أسوأ ملوث للمناخ، وباعوا كلام التغيير المناخي!، المعايير عندهم مطاطة على حسب المصالح!.

نكتب هذا المقال.. ليس لآن هناك تغييرًا في الوجهة الألمانية، بل نعرف أنه مجرد دغدغة كلمات فاضية قبل زيارة مستشارهم للمنطقة!، لكن نقول لبعض جلدتنا، عندما كنا نكتب المقالات عن ألمانيا ونفاقها وعشقها لملالي إيران وكرهها للخليج، كان البعض يدافع عن ألمانيا وأننا نبالغ في هجومنا عليها، وها هم المسئولون الألمان يعترفون أمامكم أنهم كانوا يفضلون طهران، ولم يكونوا متوازنين فيما يخص الخليج وإيران والحوثيين، فما رأي البعض الذي كان ألمانيًا أكثر من الألمان أنفسهم!.

ما زلنا عند رأينا السابق الذي ذكرناه، يجب الاستفادة من الظروف الحالية وإرجاع الأوروبيين إلى حجمهم الطبيعي و(تنسيم) النفخة الأوروبية الكذابة على دول الخليج، وتكون العلاقة ندية دون غرور، ووضع شروط، من الأفضل للخليجيين أن يعاملوا الأوروبيين وغيرهم على حسب مصالحهم، لا يوجد غداء مجاني والسوالف لا تزن شيئًا في ميزان الأفعال!.