احتفلنا جميعا وبكل فخر بذكرى يوم الوطن 92، ذلك الاحتفال الذي شاركت به مكونات المجتمع كافة، ابتهاجا بوطن عظيم وواجبه تجاهنا أن نستشعر المواطنة الحقة، وأن نكون على قدر عال من المسؤولية تجاهه.

تلك الفرحة لم تقتصر على المواطنين فحسب، بل اتسعت رقعة الاحتفالات لتمتد أيضا لمناخات أكبر، فكل من قطن هذه الأرض من المقيمين أو سبق له أن زار المملكة لم تسعه الأرض فرحا بتلك الذكرى.

نعلم أن هناك جهودا كبيرة بذلت من القطاعات كافة لإبراز الحدث بالقيمة التي تليق كاحتفالية بالوطن. الجميع بلا استثناء شارك بما يملكه من أدوات، وهنا لا أتحدث عن الأجهزة الحكومية التي قدمت احتفالية مميزة بهذا اليوم، ولكن الحديث ينسحب على القطاع الخاص.

فملامح الفرح لها فروع كثيرة، شهدنا كما كبيرا من العروض والخصومات المقدمة من الشركات بمختلف خدماتها للمواطنين والمقيمين، وهذه مبادرة رائعة تحسب لهذه الشركات وتستحق الشكر عليها من قبلنا، كونه ضمن نطاق ودائرة المسؤولية المجتمعية، وهو ما كنا نطالب به كثيرا. غير أنه من غير المقبول استغلال المناسبة في غش تجاري أو الصعود على أكتافها لتقديم عروض وهمية أو جودة سيئة.

ولعلكم شاهدتم ذلك بشكل واضح وجلي من خلال حالات التندر التي شارك بعضها، البعض بشبكات التواصل الاجتماعي حول جودة العروض التي تقدمها بعض الشركات بمناسبة اليوم الوطني، على سبيل المثال «السخرية من بعضنا حول شيء جودته رديئة نقول بعفوية ساخرة (شكلها من عروض اليوم الوطني)».

الطرفة تعني أن جودة العمل المقدم من قبل الشركات في هذا اليوم تكون رديئة جدًا في الغالب، تبدو فكرة ظاهرية عادية ولكنها كصورة ذهنية تراكمية خطيرة جدًا، خصوصا كونها مرتبطة بيوم عظيم ومهم مثل اليوم الوطني.

لمسنا الكثير من الحالات المتضررة من عروض إما وهمية أو من جودة ضعيفة قدمت خلال هذا اليوم، وهو أمر نرفضه جملة وتفصيلا لاعتبارات عديدة.

فبعيدا عن كونه غش تجاري واستغفال المستهلك الأمر الأهم، هو أنه يهدم ما نبنيه حول تسويق أنفسنا وتصدير منتجاتنا واحتفالاتنا للمجتمع الدولي قبل المحلي. كما أنه ينخر في الجهود المبذولة المتراكمة من كل مؤسسات الدولة والضخ المالي الكبير للمشاريع التي بشكل تدريجي تشكل هويتنا، فيجب أن تتوحد الجهود كذلك للرفض القاطع بأي حال من الأحوال لأي حالة تشويه لهذه المناسبة العظيمة على قلوبنا، وإفساد تلك الجهود العظيمة المبذولة لترسيخ الصورة الذهنية لذلك اليوم.

لذا أتمنى من الأعزاء في وزارة التجارة إضافة لجهودهم المميزة، مضاعفة العقوبة على كل من يحاول استغلال تلك المناسبة الوطنية بشكل سلبي، أو يصعد على أكتاف الحدث العظيم بأسلوب مسيء وضعيف.

فلن نقبل بالجودة الرديئة أن تحل محلها في عروض هذا اليوم، فكيف لو كان هناك تلاعب وغش واستغلال على أكتاف هذه المناسبة!