أيام سنوات الصحوة، وأيام كان لهم من النفوذ ما لهم، وبسبب عدم قدرتهم على النقاش ومقارعة الحجج، كان أي رأي يختلفون معه يقولون عنه إنه ضد الدين، وإنهم من يمثل الدين!

كان القليل من يجاهر بمخالفتهم، ومرت الأيام وبرز (الإخونج) على السطح وزادت موجتهم، وأيضا الموال نفسه، بادعاء أنهم من يمثل الدين وخصوصا أيام الخريف العربي، وكالعادة عندما جاهرنا بمخالفتهم، وضعونا في القوائم السوداء، في وقت كان الكثيرون وقتها من الصامتين! وكانوا يقولون لنا: جاروهم والآن أصبح لهم نفوذ ولكن رفضنا محاباتهم. ثم جاءت موجة بعض المتسلقين على الوطنية وبعض (المهايطين) الذين كانوا يعتقدون أن الوطنية تكمن فيهم، وبدأوا بتوزيع صكوك الوطنية ولا أحد أعطاهم الحق، لا الدولة ولا غيرها بتصنيف الناس.

طبعا هناك فئة متغيرة كالحرباء يتغيرون مع تغير الظروف والمصالح، كانوا (صحونج) سابقاً وبعدها تحولوا (إخونج)، وبعدها ادعوا الوطنية، وهناك أيضاً فئة أخرى (مع الخيل يا شقرا)، يركب مع كل تيار، فتجده قبل سنوات يدافع بكل ما يملك من صوت عن قواعد الصحونج من منع القيادة للمرأة وغيرها، وأنها ضد مصلحة المجتمع، والآن تجده يدافع عن قضايا تناقض تماما ما كان يتبناه قبل سنوات!

لكن الملاحظ الآن أن هناك فئة جديدة في المجتمع، وهي فئة (التنبيش والتخوين)، يلوون أعناق بعض الآراء والتغريدات القديمة، أو كلاما في سياق معين من أجل تخوين الآخرين، وربما تغريدة وحيدة أو اثنتين منذ عشر سنوات، لا نعرف حيثياتها أو سببهها لكي يخون الآخرين، والملاحظ أن العديد منهم بمعرفات مجهولة!!

الدفاع عن الوطن فخر وعز، والواحد يفتخر بأن يظهر شخصيته عندما يكون مدافعا عن وطنه!

المغرد السعودي أثبت وطنيته وولاءه في عدة مواقف، وحارب بكل قوة من يحاول النيل من الوطن!

الغالبية العظمى من المغردين السعوديين لهم مواقف مشهودة، إذن لماذا تخفي هذه الفئة شخصياتها لتحارب ربما سعوديا آخر !؟

هل هذا المعرف المجهول سعودي أم لا؟ هل يوجد بينه وبين أصحاب التغريدات عداوات سابقة؟، هل هو مدفوع بأجندة معينة أو من أناس آخرين؟ هل هو في الحياة الحقيقية ليست له قيمة، لذلك يحاول أن يبث مرارته من خلال النيل والتقليل من الآخرين!؟

لا نعلم الخلفيات! ربما لديه أسباب تمنعه من كشف شخصيته، لذا - على الأقل - يجب أن يكشفها للعالم، بدل أن يشك فيه بأنه من جهة غريبة، تريد زرع الخلافات بين السعوديين، والتشكيك وإثارة الفتنة بينهم من باب (حيلهم بينهم)!

بالنسبة لنا كل السعوديين وطنيون وأوفياء إلى أن يثبت العكس. لا أقولها مجاملة، لكن تقابل السعوديين في شرق الأرض وغربها، فتجدهم كلهم ينبضون بالوطنية وعندهم حمية وغيرة على الوطن، من أصغر إلى أكبر واحد.

يؤسفني جداً وجداً أن البعض والقليل جدا أنه عندما يختلف مع الآخر حتى لو بشأن موضوع بسيط أو كورة أو ميول يبدأ ينبش بتغريدات وآراء ومن ثم يخوّن!؟

والبعض (مع الخيل يا شقرا) يلحق بالقطيع دون ترو. يا أخوان ترى الوطنية مثل الشرف والعهد والرجولة، صعب جدا أن تنزعها أو تشكك فيها لأحد ما، لمجرد خلاف في الرأي أو الميول الكروية أو غيرها، حتى لو كنت ما تهضم الطرف الآخر وآراءه، فهو في الأخير أخوك أو أختك من السعوديين.

وبعدين التخوين أمر عظيم، ليس كل معرف مجهول أو غيره نأخذ كلامه على أنه شيء مفروغ منه!، والحكومة لديها أجهزة أمنية دقيقة وذات إمكانات، وستعرف الحقائق وتبني قراراتها بناء على دلائل، أما ما يقوم به البعض من الجلوس تحت المكيف وتوزيع صكوك الوطنية وتخوين البعض، ليس من الحكمة في شيء، جد لأخيك السعودي الأعذار ما أمكن، وربما تفسيرك الأمور يختلف عما قصده، وهل آراؤه على هذا المنوال نفسه والنمط والاتجاه، أم مجرد رأي في فترة معينة، يتم اجتزاؤه من سياقه ولا نعرف ما يعني.

وأيضا قد تغيب عن الشخص خلفيات بعض الناس والمغردين، فالبعض قد يفضل تغريدة لشخص ولا يعني أنه يفضل الشخص نفسه، ولا نتوقع أن كل من يفضل تغريدة معينة سيقوم بالبحث بأرشيف صاحب التغريدة لخمس سنوات لكي يتأكد من سلامة أفكاره، وعادة يكون الموضوع عفويا وصعب تشيك على خلفيات كل المغردين في تويتر مثلا!

دائما خذوا حسن الظن في السعودي، فمعدن أخيك السعودي أصيل دائما إلا بعض الشواذ والشاذ لا حكم له!

المغرد السعودي سجل إنجازات كبرى في الدفاع عن وطنه، فلا يجوز تعكير بعض صورته من خلال بعض المغردين المجهولين الذين ينبشون ويخونون، إما بحماس زايد أو سوء نية، ولا يعتقد البعض أن أجهزة الدولة غافلة عمن يسيء إذا ما وجدت أدلة حقيقية.