(1)

ذات ضحى، كنت أسير في «مول» غارقا في «سجة مع الهوجاس» وهي لا شك أنها طبيعة لي، سجة بددتها فتاة من داخل «البوث» بعينين مذعورتين: «تفضل.. ممكن تاخذ فكرة؟»، تخلصت من «الهوجاس» واقتربت، فطفقت تشرح لي «العروض» بطريقة خُيّل لي أنها ستهوي على رأسي بعطر فرنسي 150 مل إن لم أبتع منها.

لم أكن أملك النقود حينها، فاعتذرت!، فاشتعل قلبي حين قالت: «طيب..اشتر أي شيء..أي شيء يا أخي»، فاعتذرت على وعد الشراء منها في قادم الأيام، ومشيت وأنا «أدافع» دمعة، وارتباكا، وحيرة.

(2)

في كل «بوث» تقف فتاة، وتطلب من المارة «التفضل» بالاستماع، أو «التجربة»، وهو نوع من مهارة البيع، وفنون التسويق، وذكاء التوزيع، كنتُ «أجبر» الخاطر، وأدعو لعدم تجاهلهن ولو بكلمة طيبة «تشجيعية» ،لاحظت أن أكثر من يتجاهلهن هن النساء!.

(3)

وما زاد من «تكدري» هو أن البائعة تعيش بين مطرقة «التارجت» وسندان «ذوق» العميل وإمكاناته المالية، فضلا عن المرتب الزهيد الذي يقف على كف عفريت.

(4)

من غير المقبول أبدا أن تكون وظيفة البائعة على المحك بسبب الأرباح، أو لاعتبارات لا تتعلق بأدائها، الأمر الذي يؤدي بها لأمور لا تحمد عقباها!.

(5)

تجاوزت مشاركة المرأة في سوق العمل المستهدف المقرر في الرؤية لعام 2030، لتبلغ 36 %، بيد أن هذه النسبة مهددة في ظل إخضاع الوظيفة لأمور غير منطقية!.

(6)

من جهة أخرى: يجب على «الموظفة» إدراك أن الرزق ليس بيد بشر، وأن التجارة «الحلال» معرضة للربح والخسارة، ذلك أنها من ميادين «الصبر»، لذا عليها البيع بـ«رزانة» و«تسويق» مقبول معقول.