الاحتراف في المجال الرياضي نطبقه بشكل جزئي، بمعنى لا نسمع عن الاحتراف في هذا المجال إلا في عقود اللاعبين والمبالغ التي تدفع فقط، هذا ما أعرفه عن الاحتراف الرياضي، على الرغم من محاولات وزارة الرياضة بتحويل العمل في الأندية لعمل محترف يطبق في الحوكمة، ويحاسب عليها ولكن ما زلنا في هذا المجال نفتقد للاحتراف والاحترافية.

قبل 10 سنوات، أتذكر حديثا دار بيني وبين أحد الأشخاص حول لماذا لا تحترف الكفاءات فمتى ما خرجت من ناديها لا يمكن استقطابها من ناد آخر، والحديث وقتها كان عن الشخص نفسه، كان يملك الخبرة والكفاءة التي يحتاجها في ذلك الوقت ناد منافس فقال أنا فعلياً لا مانع لدي ولكن في عالم الرياضة هذا جنون، وذكرني بما يحدث عندما ينتقل لاعب محلي من ناد لناد منافس.

اليوم اختلفت الأمور، وأجزم أنها يجب أن تتغير في الوسط الرياضي خصوصاً مع تغير العقليات والثقافات، فمن غير المنطقي أن الكفاءات المميزة لا تجد مكانا آخر في نفس المجال بحجة الميول، وأنا لدي قناعة في ذلك وأعمل بها، سابقاً عملت وكنت مؤتمنة على عمل إعلامي يتطلب مني الحياد مع جميع الأندية ورغم ميولي المعلنة فإن ذلك لم يمنعني من إدارة محتوى ناقل رسمي للدوري السعودي آنذاك MBC بل وكنت أحظى بثقة مطلقة في ذلك، لأني وإدارة القناة كذلك مؤمنة أن العمل احتراف والميول هوى قلب لا أكثر، وللحق العمل لغير النادي الذي تميل له ممتع وحيادي وناجح جداً لأنك لا تترك مجالا لمشاعرك أن تسيرك في عملك وأتحدث عن ذلك بواقع تجربة عشتها طوال مسيرتي الإعلامية، وحقيقة باتت من المسلمات لدي أن الإساءة والوجع والتقليل من الجهد والكفاءة لا تأتي إلا من مكان تعمل له بقلبك أكثر من عقلك.

وطالما كل شخص لا يبحث سوى عن النجاح والتميز لذلك لا مكان للعاطفة أمام العمل والنجاح وهنا دائماً العقل يكسب، لذلك لم أخش في يوم الإعلان عن ميولي بل ولا أخشى أن يؤثر ذلك على مسيرتي المهنية الاحترافية كوني متفرغة للإعلام .

أتحدث هنا عن التفرغ التام للعمل في المجال الرياضي، ولأننا في أغلب الأندية نعمل بنظام «الشلة» يأتي الرئيس بأتباعه مقتنعاً أنهم سيحمونه، ولا ينظر لكفاءات كانت موجودة ومن دون حتى منح الفرصة للموجودين وقياس عطائهم وأدائهم ، لذلك سأحترم أي إدارة ستنظر لكفاءة الشخص وتستقطبه بغض النظر عن ميول الكادر المستقطب، فمن يبحث عن التميز الإداري لا ينظر لما يميل له القلب فهناك مهام لا تتطلب إلا العقل والقدرة على القيادة ، لا تخشوا مواجهة الجماهير التي لا تنتظر منكم سوى تقديم عمل مميز بغض النظر عن ميول وهوية من قام به .