دورة الألعاب السعودية، حدث رياضي سعودي مهم، يعيد الألعاب المختلفة للواجهة، على الرغم من تحفظي على كلمتين في مقدمة المقال وهما «يعيد والمختلفة»، فالرياضات غير كرة القدم لم تكن يوماً في الواجهة، لتعود، فلا نتنبه لها إلا بعد التأهل لبطولة مهمة أو تحقيق مراكز متقدمة أو نيل ميدالية في الألعاب الفردية. كذلك لا أحبذ وصف «ألعاب مختلفة»، وأكتبها مضطرة لأنها كلمة رسمية في رياضتنا، فنحن نطلق على أي لعبة غير المستديرة الساحرة «لعبة مختلفة» أو «ألعاباً فردية».

لنبتعد قليلاً عن تحفظي ونعود للحدث الرياضي المهم الذي سيعيد اكتشاف الرياضيين، ويساعد الاتحادات لتقديم أبطال موجودين بيننا، ربما لم يجدوا مساحة ومكاناً وفرصة للمشاركة، كما أن هذه الدورة حركت الأندية، وقادتها للبحث عن لاعبين في شتى الألعاب، كما نسمع كل يوم عن تعاقدات جديدة في عديد من الألعاب، وكل ذلك بهدف حصد مزيد من الميداليات.

توقيت البطولة رائع، فالمهتمون بالرياضة يعيشون فترة ركود وملل بتوقف منافسات كرة القدم بسبب بطولة كأس العالم، فكان أفضل وأقوى ترويج للبطولة التي تستحق كل ذلك الوهج، ولأن القيادة تهتم بالرياضة والرياضيين أطلقت الدورة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين ودعم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.

إطلاق الدورة لم يكن عادياً، بحضور أغلب المنتسبين للوسط الرياضي، كان أشبه بالعرس الرياضي الذي أضاء سماء الرياض، ممتداً بضوئه في كل بقعة من تراب هذه الأرض، بدءاً من حمل الشعلة حتى الحفل الضخم الذي أعلنت خلاله الدورة في نسختها الأولى، وعلى يقين أن القادم لرياضاتنا مذهل في ظل قيادة مؤمنة بقدرات أبنائها، ووزير رياضي يدعم كل فكرة تقود لخلق مجتمع رياضي مبدع وخلاق، متوقعة نسخاً تالية متقدمة ومتألقة، ستصنع أجيالاً لا تعرف طريقاً إلا للذهب، فنحن اليوم نسير بخطوات مدروسة لنكون علامة فارقة في جميع المحافل الدولية.