كل رغبة مهما كانت سيئة أو دنيئة لكي تقدم للناس ويتقبلوها يجب إلباسها لباسا فضفاضا وجعلها جذابة تحت مسمى خيري، إما حرية أو حقوق إنسان أو حقوق حيوان أو الحفاظ على البيئة الخ.

لقد استغل بعض الغربيين وخصوصاً كثير من السياسيين منهم هذه الشعارات الرنانة أبشع استغلال من أجل مصالح سياسية مادية، فمنذ عقود والغربيون يستغلون شعارات حقوق الإنسان ويستخدمون الأفواه المستأجرة التي تسمى «جمعيات حقوق الإنسان» لمحاولة التأثير على الدول الأخرى وابتزازها سياسيا، الآن خفت موضة حقوق الإنسان بعد استهلاكها لسنين، وبسبب التاريخ المزري للدول الغربية في تدمير واحتلال الدول الأخرى، وبدأت موضتان لتحجيم الدول الأخرى لأسباب مادية بحتة، موضة التغير المناخي وموضة حريات الشذوذ وغيرها!

وجدت عديد من الدول الغربية نفسها في موقف أنها لم تعد تحتكر المناسبات العالمية كما في السابق، لم تعد البنية التحتية أو المواصلات الحديثة حكرا عليها، وأيضاً الدول الأخرى سئمت من تحكم الغرب وبدأت تصوت لدول آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، لذلك يجب إيجاد أعذار جديدة لمحاولة إرجاع الأضواء للدول الغربية، فمن ناحية البنية والتنظيم، تفوقت الدول الجديدة في البنية التحتية والدعم على البنية القديمة المستهلكة في الغرب، فبدأوا حالياً بـ«شنشنة نعرفها من اخزم»، شنوا حملة شرسة جداً من أجل حقوق الشواذ، مع أن الرياضة والفعاليات والمعارض ليس لها دخل بالسياسة، لكن هذه الحملات ليست حبا في حقوق شواذهم، ولكن لإيجاد عذر مستقبلي لحرمان الدول المقبلة بقوة مثل الخليج وآسيا من استضافة الأحداث العالمية. وهذه الحملة بدأت منذ «اكسبو» والآن ممتدة، كل هذا التحريض ليس حبا في حقوق أحد، ولكن إيجاد عذر وإيجاد غرف صدى، لكي يتردد صداها مستقبلا في حالة طلب استضافة لدول الخليج والشرق الأوسط للفعاليات العالمية!

فعلاً من ناحية التقدم والتقنية والتخطيط وبنية تحتية، أوروبا الجديدة هي الشرق الأوسط، كما ذكر سمو ولي العهد.

أما الغربيون والأوروبيون فقد فاتهم القطار! فالقارة العجوز الآن تحتضر وكثير ممن يعرفها يقول ذلك، بل إن بعض الغربيين يذكر ذلك! هل تتصور أنهم في أوروبا حالياً لا يملكون الغذاء الكافي وقد يموتون من الجوع هذا الشتاء أو من البرد! بينما لا تجد أياً من هذه الأفكار موجودة مع أي غربي يعيش في دول الخليج! إذن من الذي يعيش في حديقة، ومن الذي يعيش في غابة يا أوروبيين يا متعلمين؟!

الحسد الغربي وصل مرحلة مقززة جداً، جريدة مثل نيويورك تايمز لم تجد ما تنتقده، فذكرت أن ذهاب السعوديين بكثرة لكاس العالم يوثر بالتغييرالمناخي! مهزلة أن يكتب هذا في جريدة كانت في يوم من الأيام شيئاً يذكر!

أما أحد الالمان وما إدراك ما حقد بعض الالمان على الخليج. يقول (عندما دخلت الملعب وشاهدت المشجعين في المدرجات يلبسون اللون الأبيض، اعتقدت أنهم جمهور ألمانيا، ثم اكتشفت أنهم خليجيون يلبسون أرواب الإستحمام!!».

انظروا للعنصرية المقيتة! وما يذكر بعض السياسيين الغربيين سواء علناً أو حتى بين بعضهم البعض، يظهر دناءة وانحطاط نظرتهم الاستعلائية لبقية العالم وللخليج الذي يسحب البساط من تحتهم!

ومع كل هذا يريدون إعطاء دروس للعالم عن حقوق الإنسان والشواذ وغيرها، اليس الغرب من كان يقطع أيدي الأطفال في أفريقيا عندما لا يجمعون المحصول الكافي! والآن بكل بجاحة يبيعون قطع شوكلاتة على شكل أيدي مقطوعة! هل هذا احتفال بجرائمهم بعد كل هذه السنين!

يجب أن يستمر الخليج بالتقدم، ولا يولي أهمية لنباح الأصوات الغربية الحاسدة، وأعتقد أن بقية العالم بدأ يعي النفاق الغربي جيداً. ولا يمنع من محاربتهم بالأسلوب نفسه وهو استخدام الإعلام العالمي ووسائل التواصل والأدوات الإعلامية المحترفة والمؤثرة لفضح نفاقهم المقيت.