استحوذ مصطلح (التفكير الناقد) في السنوات الأخيرة على اهتمامات معظم المجتمعات البشرية، وخصصت العديد من الجامعات في شتى أنحاء العالم أقسامًا ووحدات أكاديمية مرتبطة بالفلسفة والقانون والعلوم الاجتماعية، وتتعلق بتعليم مهارات التّفكير النّاقد، الذي عرف أكاديميا بأنه يعني ( القدرة على تفسير الأفكار والحجج وتحليلها وتقييمها).

وهو يستند إلى مفهوم مشترك للتّفكير النّاقد، واسع النطاق، ويغطّي العديد من المهارات أو الكفاءات الأساسية التي يتمتّع بها أولئك الذين يتقنون هذا النوع من التّفكير.

مهارة أساسيّة

يطرح اليك فيشر في كتابه ( التفكير الناقد) أفكارًا حول تطوير مهارات التفكير الناقد من خلال تعليمها بشكل صريح ومباشر، بدلًا من أن يكون ذلك بشكل غير مباشر، كما يدّعي العديد من المعلّمين القيامَ به في أثناء تدريس موادّهم - التاريخ أو الفيزياء أو غيرها. ويهدف أيضًا إلى تعليم تلك المهارات بحيث يمكن الاستفادة منها في دراسات أخرى كما في الحياة اليوميّة. ويُعدّ الآن التّفكير النّاقد، على نطاق واسع، مهارة أساسيّة، تشبه القراءة والكتابة، التي تحتاج إلى تعلّم.

ويلفت الكتاب إلى أن دراسة التفكير النقدي تتضمن محاولة تغيير الطرق التي يفكر بها معظمنا.

يركز أليك فيشر على تطوير مهارات التفكير النقدي بشكل واضح ومباشر، لتعليم القدرة على تفسير وتحليل وتقييم الأفكار. ويعطي المؤلف عبر فصل كامل مساحة حول مهارات الحصول على معلومات موثوقة من الإنترنت. الحجج النظرية يوضح الكتاب ماهية الطريقة المميزة لتحليل وتقييم الحجج. ويناقش العديد من الأمثلة، بدءًا من المقالات الصحفية إلى مقتطفات من النصوص الكلاسيكية، ومن المقاطع السهلة إلى المقاطع الأكثر صعوبة. موضحًا كيفية استخدام السؤال «ما الحجة أو الدليل الذي يبرر الموثوقية؟»، كذلك كيفية التعامل مع الحجج الافتراضية التي تبدأ بعبارة «افترض أن X كانت هي الحالة».

كما يشرح الكتاب التفكير بشكل نقدي حول نوع الحجج النظرية المستمرة التي يواجهها عادة الطلاب في سياق دراستهم، بما في ذلك الحجج حول العالم الطبيعي، حول المجتمع، حول السياسة، وحول الفلسفة.

ويرى الكاتب أن عالمنا المعاصر عالم انفجار المعلومات والتغيرات التكنولوجية المتعددة والسريعة، التي لا بد أن يواكبها الحاجة إلى تطوير مهارات التفكير وتطبيقها بشكل فعال على صعيد كل أشكال الحياة، من أجل تغيير طريقة تفكير المرء، ولكي يصبح التفكير الناقد أسلوبًا عامًا للتفكيرفي كل المؤسسات باعتباره وسيلة «لتحسين» التفكير.

القرارات السيئة

يذهب الكتاب في تعريفه للتفكير الناقد إلى أنه «التفكير المنظم الذي توجهه المعايير الذهنية، من أجل التصور الواعي والتطبيق والتحليل والتركيب وتقييم المعلومات المتوفرة من خلال الملاحظة والخبرة والتأمل والتفكير الاستنتاجي..» وهذا المعنى دليل للفكر النقدي الإبداعي الذي يحول التفكير لنشاط عقلي يجمع بين الجانب النظري المبني على الملاحظة والجانب العملي في الوصول إلى النتائج من أجل صياغة وحل المشكلات.

فلكي يصبح المرء مفكرًا ناقدًا، عليه أن يكون على دراية بالعوائق، وأن يعترف بالتحديات التي قد تواجهه، كي يتغلب عليها بأفضل ما يمكنه. ذلك أن القرارات السيئة تؤثر سلبًا في أي مؤسسة وتعرضها لمصاعب، وبالتالي لا بد أن ننتبه للمعوقات التي تقف حائلا دون أن نصل للتفكير الصحيح.

7 مهارات أساسية:

1 -العقلانية

2 - ذهن متفتح

3 - الوضوح

4 - الدقة

5 -الارتباط

6 - الاتساق

7 - صحة المنطق

9 عوائق:

1 التمحور حول الذات

2 التفكير بالتمني وخداع النفس

3 التوافق والتسليم دون فحص أو تحليل.

4 الكسل والادعاء بفهم كل شيء

5 التمحور حول الجماعة: رؤية جماعته أنها أفضل

6 الجهل (نقص في المعرفة)

7 الانحياز

8 التفكير بـ إما...أو

9 خلط المفاهيم

4 مبادئ أساسية للتفكير الناقد:

1: التمييز بين الوقائع Facts و الآراء Opinions

2: فحص وتمحيص الآراء

3: تقييم الدليل

4: شجاعة تغيير الأفكار

أليك فيشر

* أكاديمي بجامعة إيست أنجليا

* قسم الفلسفة

* متخصص في مهارات التدريس والتعلم وتقييم التفكير النقدي