تعمل الهيئة الملكية لمحافظة العلا، على إحياء الواحة التراثية، وجعل مزارعها وجهة للسياح والزوار، لاكتشاف الأنشطة الزراعية، التي توارثتها الأجيال في المحافظة، بما يخرج تلك المزارع من نمطية اقتصارها فقط، على إعطاء المحاصيل الموسمية، وإقحامها في نشاط السياحة الزراعية، مما يخلق حراكا سياحيا وتنشيطياً لتلك المزارع، من خلال الاستفادة من الموارد والإمكانيات، التي تتمتع بها، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، لفتح المزارع أمام الزوار، بما يحقق لها مردودا ماديا، يدعم اعتماده على ثمارها ومحاصيلها الموسمية.

وبدأت تجربة السياحة الزراعية، تعطي نتائجها عبر الاستفادة من المزارع، بوضع عدد من الشروط والالتزامات الواجب توافرها في المزارع، كذلك التنسيق لاستقبال الضيوف والزوار.

تجارب ثرية

تهدف الهيئة الملكية لمحافظة العلا، من خلال إحياء الواحة التراثية، وجعل مزارعها وجهة للسياح والزوار، إلى خلق تجارب اقتصادية وثقافية واجتماعية، يستفيد منها المزارع بالدرجة الأولى.

وتعرف السياحة الزراعية بأنها تداخل بين السياحة والزراعة، لتكوين نشاط يهدف إلى فتح المزرعة للسياح، وجعلها وجهة سفر يقصدها الجميع، بهدف المتعة والترفيه والتعليم وشراء منتجات المزرعة.

كما تقدم السياحة الزراعية والريفية، عددا من الأنشطة والبرامج داخل المزرعة وخارجها، من جولات سياحية داخل المزرعة، والتعريف بالأعمال اليومية التي تجرى فيها، وطريقة جني المحاصيل والزراعة، وتربية الحيوانات، وطرق الاستفادة من مخلفات المزرعة وإعادة تدويرها.

برامج أسبوعية

تنظم الهيئة الملكية في العلا، برامج أسبوعية داخل مزارع العلا، لاستقطاب المهتمين وزوار المنطقة، من خلال مهندسين متخصصين، يقومون بالشرح والتدريب، على كيفية أعمال المزارع وطرق الزراعة وتدوير المخلفات.

وقال المهندس مانع تمبكتي لـ«الوطن»، إن «هناك عدة برامج أسبوعية تنظمها الهيئة، منها برنامج البستنة البيئية، الذي يهتم بالممارسات البيئية للنخيل وتربية الماشية، ويقصد بمفهوم البستنة البيئية تقليل التدهور البيئي، والتعرف على تلك الطرق التي تقلل من ذلك، ولو من خلال حدائق منازلنا، ونشر الوعي حيال ذلك، والتعرف على صناعة السماد العضوي، ومن يتقن ذلك قد يصل إلى الاكتفاء الذاتي».

من جهة أخرى يتخلف بعد جني التمور، وتقليم النخيل والأشجار المثمرة، وحصاد المحاصيل الزراعية، مخلفات كثيرة تشمل السيقان والأوراق والأغلفة النباتية، وتتميز جميع هذه المخلفات بأنها مواد خشنة أو غليظة، وذات حجم كبير مثل سعف النخيل. وللاستفادة من هذه المتبقيات الزراعية النباتية والحيوانية، يجب إقحامها داخل منظومة الإنتاج الزراعي، بتعظيم الاستفادة منها وتحويلها إلى أسمدة عضوية، مما يساهم في تحقيق الزراعة النظيفة، وحماية البيئة من التلوث وتوفير فرص عمل بالمناطق الريفية، وبالتالي تحسين الوضع الاقتصادي والبيئي، ورفع المستوى الصحي والاجتماعي.

وأضاف «في هذا السياق أيضا، يندرج مشروع تدوير المخلفات الزراعية بالواحة، وتحويلها إلى سماد عضوي «الكمبوست»، ومنذ بدء المشروع، تم جمع أكثر من 20 ألف متر مكعب من المخلفات العضوية، وإعادة تدويرها بإنتاج أكثر من 5700 طن من السماد العضوي، بما يحقق الرؤية الهادفة إلى تبني أفضل الممارسات، التي تحقق التوازن البيئي ومجابهة آثار التغير المناخي».