(1)

أكثر كائن تتموضع «اللامبالاة» في «جيناته» هو شيخ البرمائيات السيد «ضفدع» الذي لا يلقي بالا لكل ما يدور حوله، حيث يقابل كل هذه الضوضاء بالجلوس بـ«فخامة» على صخرة أو غصن، مبتسما، ناعسا، مكتفيا بـ«النقيق»، حتى لو كان في الجهة الأخرى «الأناكوندا»

(2)

تشكلت لدينا مؤخرا أجيال «دلوعة»، وبالتالي نشأ مصطلح «التنمر»، جيل ما قبل الإنترنت لا يمكنه استيعاب «الحساسية» التي تورط بها جيل «ضغطة زر»، فكل شخص من ذلك الجيل العظيم لديه مجموعة أصدقاء قد خُلع عليهم ألقاب مقتبسة من أشكالهم: عريج، والأعمى، وعوير، والسمونة، والأطرم، والقزم، وأبوراسين! إلى الدرجة التي يقول الشخص لقبه حين يتحدث عن نفسه، بكل ثقة، وكانوا اجتماعيين، شجعان، متميزين.

(3)

يقول مارك مانسون: «تأتي المرونة والسعادة والحرية من معرفة ما يجب الاهتمام به، وما ينبغى عدم الاهتمام به»! يجب أن «نضفدع» أولادنا، وندربهم على الثقة بالنفس، والتميز، والموهبة، حتى تتحول مدعاة التنمر، إلى أمر هامشي بالنسبة للشخصية المتميزة.

(4)

يقول صديقي: بسبب رقبتي، كانوا «يتنمرون» علي بلقب «الوزة»، وحدث أنني اتصلت بمنزل صديقي «خرطوم»- لقب صديقي لطول أنفه- فردت شقيقته، التي لطالما أحببتها وحاولت لفت نظرها، بيد أن شرف الصداقة يمنعني من التمادي، فسألتها عن «خرطوم»، فصاحت مباشرة: «خرطوووم..الوزة يريدك»

(5)

لا يمكن الاستمرار في هذه الحياة من دون معرفة الذات جيدا، والثقة بالنفس، واللامبالاة.

(6)

ردود الفعل تجاه التنمر بلغت حدًا لا يستهان به، فيجب علينا جميعا - مؤسسات وأفرادا - عدم الاكتفاء بمعالجة «التنمر»، بل يجب تدريب الناشئة على الثقة بالنفس، والبحث عن التميز، والنجاح، وعدم الاهتمام بنواقص الجسد.

(7)

ضفدعوهم.. فالله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، بل إلى قلوبكم وأعمالكم.