تشير توقعات بنيت على نتائج واقعية حالية أن نسبة إشغال فنادق مركزية مكة المكرمة ستلامس الـ100 % خلال شهر رمضان المبارك، وتحديدا خلال العشر الأواخر منه، وذلك استناد إلى نسب الإشغال التي تحققت خلال الأيام الأخيرة التي سبقت قدوم الشهر، مدفوعة بالتأشيرات المتنوعة التي سهلت قدوم المعتمرين من الخارج هذا العام، إضافة إلى إجازة نهاية الفصل الدراسي الثاني للقادمين للعمرة من الداخل، حيث وصلت نسب إشغال الفنادق بالمنطقة المركزية للحرم المكي الشريف إلى أكثر من 85 %.

خطوات زادت الإقبال

يوضح المدير التنفيذي والعمليات لمجموعة فنادق أكور والمتمثلة بفندق قصر مكة رافلز وساعة مكة فيرمونت وسويس أوتيل وسويس أوتيل المقام، وهي فنادق مطلة على الحرم، سالم الشهراني لـ«الوطن» أن الإقبال على فنادق المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف متميز، ووصل خلال الأيام الأخيرة إلى 85 % من الغرف.


ونوه بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، والتي أسهمت في زيادة الإقبال على القدوم لتأدية المناسك والعمرة والشعائر.

كثافة واضحة

بيّن نائب رئيس لجنة الحج والعمرة محمد بن بادي أن الحرمين المكي والنبوي شهدا خلال الأيام العشرة الماضية ازدحاما كثيفا من كافة المعتمرين والزوار، ولأكثر من 85 %، مما يؤكد أن أعداد المعتمرين والزوار ستكون في ازدياد خلال شهر رمضان وستصل إلى 100 %.

وأفاد أن لجنة الحج والعمرة في غرفة مكة المكرمة وبالتعاون مع قطاع شركات ومؤسسات العمرة اتخذت معظم التحضيرات ليكونوا بجاهزيتهم لاستقبال وخدمة المعتمرين والزوار، بما يضمن راحتهم أثناء تأديتهم للمناسك على أكمل وجه، مع المتابعة الميدانية من قبل وزارة الحج للتأكد من تقديم الخدمات بالشكل المطلوب من قطاع العمرة.

وأضاف «من المهم تعاون الجميع خلال الموسم، والابتعاد عن بعض التصرفات التي تلحق الضرر ببعض شركات ومؤسسات العمرة، مثل توافد بعض الزوار للروضة الشريفة بالحرم النبوي بشكل فردي وعدم تقيدهم ببرامج التفويج للروضة، مما يوقع تلك الشركات والمؤسسات بغرامات وإيقافات بلا ذنب لها».

وتوقع بن بادي أن التوافد للحرمين الشريفين خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام سيفوق كل التوقعات، مطالبا قطاع العمرة بمضاعفة الجهود لتقديم أفضل الخدمات للمعتمرين والزوار، ومطالبا وزارة الحج والعمرة بأن تمد هذا القطاع الحيوي بالعون ليؤدي دوره على أكمل وجه.

نسب عالية

أكد محمد ناصر، وهو مستثمر في قطاع الفنادق، أن نسبة الإشغال في المنطقة المركزية لمكة المكرمة عالية جدا في ظل ازدياد أعداد المعتمرين القادمين بتأشيرة زيارة شخصية وتأشيرة سياحية، فيما القادمون بتأشيرة عمرة من دول العراق والجزائر ومصر وتركيا والأردن يسكنون فنادق منطقة العزيزية ومحبس الجن والششة والجميزة والتيسير مع استخدام المواصلات في تنقلاتهم من وإلى الحرم المكي.

وأضاف «فنادق المركزية التي أصبحت تستقطب القادمين بتأشيرتي الزيارة الشخصية والسياحية، ومن واقع أداء هذا الموسم لديها حجوزات للقادمين لأيام محدودة لا تتجاوز الأربعة أيام بتأشيرة الزيارة الشخصية أو التأشيرات السياحية، خصوصا وأن هذه الفئات تمتلك الملاءة المالية الجيدة للسكن في المنطقه المركزية وتفضل الغرف الثنائية، وذلك بخلاف حجوزات شركات العمرة الخارجية التي يفضل أصحابها الغرف ذات الأسرة الرباعية والخماسية العدد».

وتابع «من الامتيازات التي رفعت نسبة الأشغال أن العملاء القادمين بتأشيرتي الزيارة الشخصية والسياحية يحددون اختياراتهم بشكل منفرد دون أن يكون هناك متعهد من جنسياتهم يفاصل في الأسعار بحثا عن السعر الأقل أو الرخيص كي يرفع نسبة أرباحه، وأتوقع أن تكون نسبة الأشغال مرتفعة حتى ما بعد شهر رمضان، لأننا نتعامل اليوم مع عملاء لديهم تأشيرات محفزة ومنفردة لأداء العمرة والإقامة في فنادق جيدة وفق ميزانياتهم المالية، دون أن يكون هناك وسيط خارجي يتحكم في سعر البرنامج ونوع الإقامة الفندقية».

وأكمل «في الموسم القادم ومع ارتفاع عدد تأشيرات الزيارة الشخصية والتأشيرات السياحية ستكون فنادق المنطقة المركزية مخصصة لهاتين الشريحتين لأنها تعمل على استقطاب مثل هذا النوع من العملاء الذين يملكون رؤية في اختياراتهم الفندقية بشكل منفرد بعيد عن القروبات ووسطائهم ومشرفي شركات الخارج».

تنوع التأشيرات

يوضح فواز الهذلي، وهو مشرف على قسم الحجوزات في أحد الفنادق بالمنطقة المركزية أن نسبة الإشغال خلال هذا الأسبوع والذي سبقه كانت عالية جدا في المنطقة المركزية، تزامنا مع موعد إجازة نهاية الفصل الدراسي الثاني، حيث يفضل المواطنون فنادق المنطقة المركزية وكذلك مواطنو دول مجلس التعاون والسياح القادمون من دول جنوب إفريقيا وبريطانيا وبلجيكا وماليزيا والراغبون بأداء العمرة أيضا، فيما يفضل المعتمرون القادمون من دول مثل تركيا والعراق والجزائر ومصر فنادق العزيزية والروضة والمعادة، ويفضل المعتمرون القادمون من الهند وبنغلاديش وباكستان فنادق الدحلة والفنادق المجاورة لمسجد الجن في المعلاه.

وأضاف: تنوع التأشيرات هذا العام ساهم بشكل كبير في تحقيق نسب إشغال عالية جدا وغير مسبوقة خلال السنوات الأربع الأخيرة، وحجوزات المنطقة المركزية لشهر رمضان اكتملت بنسبة كبيرة من الآن، وبطبيعة الحال فإنها في تزايد مع قرب حلول الشهر الكريم، وهي حجوزات فردية طوال الشهر وليست للمجموعات.