يبدو أن نظرة المرأة بدأت تتغير نحو الهدف من الزواج، فبعد أن كانت الأغلبية من الفتيات، ترى أن الارتباط هو الحل لمشاكل الأسرة التي تعاني منها في البيت، ثم يصدمن بأن الزوج ليس بفتى الأحلام الذي تصورنه، إنما هو رجل يريد تحقيق متطلباته واحتياجاته، أصبحن اليوم يضعن أهدافًا أخرى، كي لا يتعرضن للصدمة.

الأهداف الجديدة

يوضح الأخصائي النفسي سامح مراد، أن كثيرًا من الزوجات تطلقن في العام الأول للارتباط، يحملن علامات خيبة الأمل لعدم العثور في الطرف الآخر على الصورة التي رسمنها، لافتًا إلى أن أولئك السيدات دخلن عالم الزواج بلا واقعية وبمطالبات مادية وعاطفية كثيرة، فلم يستطعن الاستمرار في العلاقة لعدة سنوات.

ويبين مراد أن وضع أهداف يجب أن تحصل عليها المرأة من الرجل كالحنان والمال والكماليات، هي التي تهدم الأسرة، ويجب أن تتغير هذه النظرة وتتغير كذلك الأهداف بحيث يرين أن الزواج مشاركة ومسؤولية وتربية للأبناء وبناء أسرة حتى لا يهدم البيت. فقد بينت الأبحاث أن الزوجات هن أكثر عرضة للانفصال بسبب عدم الرضا جراء التوقعات غير الواقعية التي بنين عليها الزواج.

الصدق من البداية

يقول مراد، إن كيفية إدارة الأموال من الأمور المهمة لإنجاح الزواج، ويجب الاتفاق عليها مسبقًا، لكن المرأة ترتبط وهي تطالب بسكن خيالي وسيارة فارهة وسفريات متعددة ثم تصدم بعدم قدرة الزوج أو رفضه أو انشغاله. وإذا أرادت هذه الأمور يجب أن تكون صريحة من البداية أو تنتظر زوجًا ثريًا.

ويتابع أنه يجب من البداية مناقشة تفاصيل المسؤوليات الأسرية والواجبات المنزلية وما يتوقعه كل واحد من الآخر، حيث يمكن للتوقعات غير الواقعية أن تخلق ضغوطًا كبيرة في العلاقة، ويمكن للتوقعات الخاطئة كذلك أن تدمر الزواج، فالزواج ليس فيلمًا رومانسيًا، فقد يتحطم على عتبة الواقع سريعًا.

الحفاظ على العلاقة

يستطرد أن الزواج لا يحقق المعجزات، فالإنسان يجب أن يكون سعيدًا بنفسه، واثقًا من نفسه وقدرته على تحقيق السعادة لنفسه وللآخرين، فإذا كانت المرأة تعتقد أن الزواج يحقق السعادة، فهذا فهم خاطئ يجب مراجعته بل تغييره. فقد تصدم المرأة بزوج أناني أو غير مقتدر أو لديه بعض العيوب التي يجب التعامل معها بمرونة وتقبل وتحمل للحفاظ على العلاقة. وهذا ما أصبح يحدث الآن حيث بدأت المرأة تفكر بمساعدة زوجها في مصروف البيت إذا كانت موظفة، أو أنها ترفض فكرة الزواج من البداية بعد أن أصبحت ترى ارتفاع نسب الطلاق في المجتمعات السعودية والعربية، وباتت تعيد التفكير مجددًا بنظرة أخرى إلى الزواج فإما التعاون سويًا وإما تأجيل الإقدام على الاقتران في الوقت الحالي.

نسب الطلاق

أكد تقرير حديث أن خسائر الطلاق في السعودية تبلغ 3 مليارات ريال بالنظر إلى أن الحد الأدنى لتكاليف الزواج تقدر بنحو 50 ألف ريال.

وأوضحت الهيئة العامة للإحصاء السعودية، أن حالات الطلاق في السعودية وصلت إلى 57 ألف حالة خلال العام 2020 مرتفعة عن العام 2019 بنسبة 13 %. وارتفعت حالات الطلاق خلال السنوات العشر الأخيرة، وتحديدًا منذ 2011، من 9233 حالة فقط في 2010 إلى 34 ألفًا في 2011، ثم استمرت بالارتفاع خلال السنوات اللاحقة حتى 57 ألفًا خلال 2020، حيث بينت تقارير 2022 أن هناك 7 حالات طلاق تتم كل ساعة في المملكة، بواقع 3 حالات مقابل 10 عقود زواج.

وذكر التقرير أن هناك 7 حالات طلاق تقع في المملكة في كل ساعة بمعدل 162 حالة طلاق يوميًا إلا أن نسبة الطلاق في المملكة منخفضة نوعًا ما مقارنة بالدول العربية الأخرى، وتأتي الكويت على رأس القائمة بمعدل طلاق 2.4 حالات لكل 100 من السكان، ثم مصر والأردن بمعدل 2.1، والمملكة تأتي بنسبة 1.5 لكل 100 من السكان.