(1)

عندما تُخدع للمرة الأولى فأنت من «خدعك»!

أما عندما تُخدع للمرة الثانية، فالاستفادة منك أفضل من إنقاذك.

(2)

بعد فعلتهم الشنيعة، جاء إخوة يوسف أباهم عشاء يبكون!، ومعهم عذر مقنِع، وقميص ملطخ بالدم.

وقد اختاروا «العِشاء»، شدة الظلمة، وقتا للعودة، ليوهموا أباهم أنهم بحثوا بما فيه الكفاية أولا، لأن لعب الصبيان ينتهي عند الغروب، ولكي لا يبحث عنه ثانيا، بيد أن يعقوب لاحظ سلامة القميص من التمزق!، وتذكر غيرتهم من يوسف، فتوسل إلى ربه أن يلهمه الصبر الجميل، وعاتبهم: «بل سولت لكم أنفسكم أمرا».

(3)

انظروا إلى وسائل التواصل الاجتماعي كيف «تعج» بمختلف الطلبات والتوسلات ابتغاء المال، من سداد فاتورة، وبيت بلا سقف، وأطفال يبكون، ونساء يتربصن، ورجال مرضى، وما إلى ذلك، من قصص لا يكذبها إلا عجول، ولا يصدقها إلا أحمق.

(4)

ومن الناس من يجادل بغير علم، جهلا بفضيلة «التبيّن» التي تعدّ وسيلة من وسائل حمايتك منك!، وجهلا بفضيلة «التثبت» التي تعد دليل رجاحة العقل، ولا فرق بينهما، ذلك أن «التأني» يجمعهما: الكثير من التأمل، والقليل من الأسئلة.

(5)

كلنا نبصر، وقليل من «يرى»، لذا يجب أن تتوفر لديك معلومات كافية، ليس لتقديم المساعدة فحسب، بل للتعاطف!.

التعاطف - بحد ذاته - بحاجة لمعلومات، إذ لا يكفي السماع، والنظر، والإحساس.

(6)يسهل الخداع في «الحالات الإنسانية»، لأن الهجوم يستهدف «القلب»!، وحين يعمل القلب بكافة طاقته الاستيعابية، فإن «العقل» يغيب!.

(7)

والأعجب أن أغلب من تعرضوا للخداع، كانوا ضحايا لأناس لا يعرفونهم، في حين أنهم لا يثقون بمن يعرفونهم.

لذا هي تبصرة وذكرى لكل من له قلب: إياك أن تخدعك!